وانطلق رقيق عجوز بالخطاب إلى آرجوس. . . حيث تثوى كليتمنسترا في قصرها المنيف (أتريدي) مع أبنتها أفجنيا، وأبنائها الآخرين!
وخفق قلب الفتاة حينما أخبرتها أمها أن أخيل يريد يدها. فقد كانت هيلاس كلها تتحدث باسم الفتى، وتصلي للآلهة التي وفقته للانضمام إلى الجيوش الغازية
خفق قلب إفجنيا. . . وكأنما غرقت في لجة من الأحلام التي تجيش عادةً في قلوب العذارى، حين يمر بهن هذا الطور الناعم الجميل من أطوار الحياة. . .
ولكن ما الذي أوحى إلى أجاممنون بهذا التدبير؟ ولم أختار هذه الحيلة المكشوفة لاستدعاء ابنته التاعسة؟ لا ندري!
لقد مرت أيام دون أن تحضر إفجنيا. ولم يكن الطريق طويلاً أو شاقاً بين أوليس وآرجوس حتى تتأخر كل هذه المدة. . . فهل حدث شيء؟. . .
وكأنما طول الانتظار قد أثار العاصفة من جديد في قلب أجاممنون الأب! فبدا له ألا يصدع لهذا الظلم الأولمبي، ولو صار بعدها زنديقاً ملحداً مطروداً من جنة الآلهة، مغضوباً عليه من قلب الوطن!!
قد كان!
فانه استدعي الرقيق العجوز، الذي كان يحمل دائماً بريد القائد العام إلى آرجوس، ودفع إليه برقعة أمر فيها ألا تحضر إفجنيا!! وأمره أن يسرع بها إلى زوجه، قبل أن تكون قد أخذت أهبتما للسفر!
وا أسفاه!
لقد لقي منالايوس - شقيق أجاممنون وزوج هيلين وملك إسبارطة؛ والذي من أجله شبت هذه الحرب - الرقيق العجوز حامل الرسالة، فاستوقفه وقرأها!
ودارت الدنيا بالملك المحزون، واحلولكت الحياة في عينيه وقصد من فوره إلى أخيه فانتهره، ونشبت بينهما معركة حامية من السباب والتعيير. يدفع أجاممنون عن ابنته، وفلذة كبده، ويفتديها بنفسه وبالدنيا وما فيها، ويعيره منالايوس بالمروق من الدين، وعصيان