الآلهة، وشق عصا الطاعة على السماء!
وإنهما لكذلك، إذا برسول بعلنهما أن كليتمنسترا، زوجة أجاممنون وابنتها إفجنيا، تستأذنان في المثول بين يدي الملك، ويدي القائد العام!!
يا لسخرية المقادير؟
يتفجر الحنان في قلب منالايوس المتحجر، ويرق لأخيه البائس الملتاع، فيقول له: (أخي! أنقذها يا أخي! إنها ابنتي كما هي ابنتك، فأنقذها كما يحلو لك!!)
ويبهت أجاممنون لهول الموقف، ولا يدري ماذا يقدم أو يؤخر؛ ثم يراه واقفاً وحده يبكي. . . كما يبكي الأطفال. . . بعد إذ غادره أخوه
ويلمح زوجه مقبلة، فيصلح من شأنه، ويتكلف البشاشة والتبسم، وإنها لبشاشة باكية، وإنه لتبسم حزين!!
- (أهلاً أهلا إفجنيا!! مرحباً مرحبا كليتمنسترا! سفر حميد ورحلة طيبة!!
- (أين أخيل، وماذا أعددتم للاحتفال بالعروسين؟)
- (أ. . . أ. . . أجل. ولكن لابد أن تعودي أنت إلى آرجوس!)
- (أعود إلى آرجوس! أعود واترك ابنتي!)
- (أجل! تعودين وتتركين إفجنيا!)
- (والعرس! وإعلان الخطبة على الأقل؟ ألا أحضر شيئاً من ذلك؟ هذا لا يكون! لن أعود حتى أشهد كل شيء!)
وتصر كليتمنسترا على بقائها حتى تحتفل بابنتها، وحتى ترى إلى هذا العسكر المجر والأساطيل المنتشرة في البحر كالدبى، تحي ابنتها وتحي أخيل، وترقص طرباً للعروسين!!
ثم يحدث ما ليس في حسبان أحد!!
يحضر أخيل ليقابل القائد العام، وليبدي له سخطه وسخط جنوده (الميرميدون) من طول هذا الانتظار الذي يبدو أن ليس له آخر. . . ويلح لديه في وجوب الإقلاع إلى طروادة مهما كلفهم الأمر!
وما تكاد كليتمنسترا تسمع كلام أخيل، وتسمعه يذكر فرقة الميرميدون المشهورة في جميع الآفاق ببسالتها وكلفها الخارق بالحروب، حتى تعرفه أنه أخيل. . . أخيل بعينه. . . خطب