فتتقدم إليه هاشةً محيية، حتى إذا أنس إليها، بدهته بالسؤال عن العرس!
- (عرس؟ عرس ماذا؟)
- (عرس ماذا؟ ألست أخيل! ألست قد تقدمت إلى أجاممنون، أمير آرجوس، تطلب أن تكون إفجنيا زوجة لك؟ ألم تطلب يد إفجنيا؟ تكلم!. . .)
ولكن أخيل يسمر مكانه باهتا، لا يدري ماذا يقول، لأنه لا يعرف مما قالت السيدة شيئاً!! وتحملق الملكة في أخيل طويلاً، ويتصبب العرق من جبين إفجنيا، الفتاة البريئة، لما ترى من حيرة أمها، وارتباك هذا الجندي الباسق الجميل، الذي كانت تحلم به زوجاً كريماً لها؟!
وكأن هذا الموقف لم يرض أحداً. . . حتى الرقيق العجوز، حامل بريد القائد العام؛ فقد انفجر هذا الخادم الأمين من شدة الحنق، فباح بكل شيء. . . . . .! باح بكل ما سمع من تحاور منالايوس الملك، وأجاممنون القائد الأعلى، بخصوص هذا الزواج المفترى:(مولاتي الملكة! خذي حذرك لفتاتك المسكينة، إنها ستذبح! إن الكهنة الأشرار سيذبحونها اليوم ليسقوا أربابهم الظامئة من دمها الثمين! إن أخيل الكريم لم يتقدم ليطلب يد إفجنيا! بل هو لا يعرف من أمر ذلك قليلاً أو كثيراً! هاهو أمامك فاسأليه!. . .)
وكأن صواعق السماء جميعاً نزلت على قلوب القوم!
لقد تحطمت كليتمنسترا!
وذاب الثلج في عروق إفجنيا!
وزلزل أجاممنون!
أما أخيل! فقد شده، وحجبت ناظريه سحابة كثيفة من الذهول! ثم ما هو إلا أن أفيق فاضطربت به الأرض، وأحنقه أن يتخذ مطية لهذا العبث العابث، والسخرية المهينة!
وصاح الشاب كأنه أسد مهيج، وانقدح شرر الغضب من عينيه، حتى خيف أن يبطش بأجاممنون وجنوده،. . . كيما يثأر لاسمه، ويطهر كرامته. . .
وانتهزتها الملكة فرصة غالية لتنقذ ابنتها من القتل، فانبطحت عند قدمي أخيل تقبلهما، وتغسلهما بدموعها، متوسلة إليه أن يدفع عن إفجنيا، ويحول بينها وبين الموت!
- (فان لم يكن بحسبك أن أمرغ خدي تحت قدميك لتكون حامي ابنتي، فإنها هي أيضاً