تجعل من حياة خصومها اليومية مادة لجدالها، وموضوعا لنقدها ونضالها؛ وجرير لطول ما تمرس بالهجاء وغامر في الخصومة، لاذع السخرية، فاحش الدعابة، مر التهكم، ومن ذلك كان يتضور الفرزدق ويمتقع لونه كلما وردت المربد قصيدة لجرير. وأي تهكم أمض وآلم من مثل قوله:
يا تْيمُ إن بيوتكم تيمية ... قُعس العماد قصيرة الأطناب
قوم إذا حضر الملوكَ وفودُهم ... نُتفت شواربهم على الأبواب
وقوله:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً ... أبشر بطول سلامة يا مربع!
وقوله:
والتغلبي إذا تنحنح للقِرى ... حك استه وتمثل الأمثالا
وقوله:
فخلِّ الفخر يا ابن أبي خليد ... وأدِّ خراج رأسك كل عام