للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كرد علي) فيقول: (ورأي صديقي هو رأي فريق كبير من علماء المسلمين اليوم) ثم ينقل لنا خطاب العلامة شيخ الجامع الأزهر، ويقترح أخيرا أن يكتبوا كتابا في منشأ هذا الخلاف بين السنة والشيعة والطرق العملية لإزالته

وأنا أقترح هذا الاقتراح نفسه على علماء النجف الأشرف عاصمة الشيعة الدينية والعلمية، ونقترح جميعا على الفريقين أن يتفاهموا جميعا قبل كل شيء، ولكن كيف نحقق هذا الاقتراح ونفرضه عليهم فرضا؟ يجب أن نعمل له! فهل نستطيعه ولا نجعله مثار نزاع جديد؟

وأؤكد لك أن نشدان علماء الشيعة هو هذه الوحدة المضاعة، يسعون لها ما سنحت الفرصة، وما عرض لها الزمن، احتفاظا بجامعة الإسلام العليا، وتوحيدا لكلمة المسلمين

في إبان تأسيس الحكم الوطني في العراق (والشيعة أكثرية العراق) نادى علماء النجف بالوحدة عاليا، وغالوا في ذلك إلى أبعد حد، وبذلك استطاعت الأمة العراقية أن تجعل من نفسها شعبا حيا وحكومة صادقة

ولم يكن أبناء الأقطار العربية الأخرى - وخاصة في مصر - يحسون بواجبهم إزاء العراق الفتي المتطلع إلى سحق العهد التركي البالي، فكانت لهجات متتابعة، ووخزات نافذة تلقتها صدور الشيعة من مصر وسوريا، تلح عليها إلحاحا، وتكدر عليها صفو الاتفاق أيما تكدير، وكان من بينها فجر الإسلام وضحاه (وأرجو ألا تخدش هذه الكلمة عواطف الأستاذ مؤلفهما، فإنها الصراحة نريد أن نتبعها) تعززها الأقلام المستأجرة في العراق، وبعبارة أصرح أقلام الاستعمار، بينما العراق في ضرورة ملحة إلى الاتفاق بين سنيه وشيعيه، ليرتقي سلم الاستقلال المنشود

إنما هي واحدة تجب رعايتها اليوم على كل باحث عن الشيعة من إخوانهم السنيين، غفل عنها في فجر الإسلام وغيره. هي واحدة تحل كثيرا من الشغب اليوم

نحن نفهم من كلمة الشيعة إذا قلناها: الإمامية الأثنى عشرية خاصة، لأنهم الأكثرية من بين فرق شتى، وذوو المؤلفات والمعارف التي يقال عنها مؤلفات الشيعة ومعارفها، ولأنهم اليوم شيعة العراق وسوريا وإيران والإمارات العربية على الخليج الفارسي والهند وأفغانستان، وما إلى ذلك، وهناك الزيدية في اليمن والبهرة في الهند. أما الفرق الأخرى التي يعددها

<<  <  ج:
ص:  >  >>