للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لماذا لا ننتفع بهذه الأبنية الواسعة الشاهقة فنفسر أموالنا، ونعرف آثارنا، ونصل ماضينا بحاضرنا؟ وليت خزائن الكتب تتقسم العلوم فيقصد الباحثون الجامع العتيق ليقرأوا الفقه والحديث وكل ما كتب عن الفسطاط ومصر في عهد الفسطاط، ويذهبون إلى الجامع المؤيد ليقرأوا ما كتب عن المماليك، ويقصدون خانقاة سعيد السعداء أو تكية المولوية لقراءة التصوف، وهلم جرا

هذه آراء يلقاها بالاستهزاء الذين خلعوا أنفسهم من تاريخنا وسننا، ولكني أرجو أن يكون لها من تفكير المفكرين نصيب

وبعد، فينبغي أن تبقى الخزانة الزكية في مكانها إبقاء على السنن الصالحة، وتيسيراً للقراءة على طلابها، واحتفاظاً برغبة صاحب الكتب الذي بذل في جمعها من ماله وعمره، ولبث حياته يحنو عليها حنو الأب الشفيق على أولاده. ولا يزال أمام وزارة المعارف سعة للتفكير والعدول عن الخطأ الذي همت به.

عبد الوهاب عزام

<<  <  ج:
ص:  >  >>