للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الطيش والخلاعة والسفه وهذيان الجمال الذي هو شعره البليغ. . . . عند بلغاء الفساق

قال الأستاذ (ح): أهذا وحاضر الغادة منكن هو الشباب والصبى والجمال وإقبال العيش، فكيف بها فيما تستقبل؟

قالت: إن المستقبل هو أخوف ما نخافه على أنفسنا، وليس من امرأة في هذه الصناعة إلا وهي معدة لمستقبلها إما نوعاً من الانتحار، وإما ضرباً من ضروب الاحتمال للذل والخسف. وليس مستقبلنا هذا إلا كمستقبل الثمار النضرة إذا بقيت بعد أوانها، فهو الأيام العفنة بطبيعة ما مضى. . بلى إن مستقبل المرأة البغي هو عقاب الشر

قال (ح): هذا كلام ينبغي أن تعلمه الزوجات؛ فالمرأة منهن قد تتبرم بزوجها وتضجر وتغتم، وتزعم أنها معذبة فتتسخط الحياة، وتندب نفسها؛ ثم لا تعلم أنه عذاب واحد برجل واحد تألفه فتعتاده فترزق من اعتياده الصبر عليه فيسكن بهذا نفارها. وتلك نعمة واجبها أن تحمد الله عليها ما دام في النساء مثل الشهيدات تتعذب الواحدة منهن فنوناً من العذاب بمائة رجل وبألف رجل، وهم مع ذلك يتبلون روحها بعددهم من الذنوب والآثام

وقد تستثقل الزوجة واجباتها بين الزوج والنسل والدار، فتغتاظ وتشكو من هذه الرجرجة اليومية في الحياة، ثم لا تعلم أن نساءً غيرها قد انقلبت بهن الحياة في مثل الخسف بالأرض

وقد تجزع للمستقبل وتنسى أنها في أمان شرفها، ثم لا تعلم أن نساء يترقبن هذا الآتي كما يترقب المجرم غد الجريمة من يوم فيه الشرطة والنيابة والمحكمة وما وراء هذا كله

فقلت: وهناك حقيقة أخرى فيها العزاء كل العزاء للزوجات، وهي أن الزوجة امرأة شاعرة بوجود ذاتها، والأخرى لا تشعر إلا بضياع ذاتها

والزوجة امرأة تجد الأشياء التي تتوزع حبها وحنان قلبها، فلا يزال قلبها إنسانياً على طبيعته، يفيض بالحب ويستمد من الحب. والأخرى لا تجد من هذا شيئاً، فتنقلب وحشية القلب، يفيض قلبها برذائل ويستمد من رذائل، إذ كان لا يجد شيئاً مما هيأته الطبيعة ليتعلق به من الزوج والدار والنسل

والزوجة امرأة هي امرأة خالصة إنسانية، أما الأخرى فمن امرأة ومن حيوان ومن مادة مهلكة

<<  <  ج:
ص:  >  >>