للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ألا فاقصدوا يا قوم للغاية التي ... إذا ذكرت كانت أبر وأعدلا

فيا ليتني فيكم على ظهر سابح ... شديد القُصيري دارعا غير أعزلا

فيا رُب جمع قد فللت، وغارة ... شهدت، وقِرْن قد تركت مجندلا

وقول الطرماح بن حكيم:

لقد شقيتُ شقاءً لا انقطاع له ... إن لم أفز فوزة تنجي من النار

والنار لم يَنجُ من لهيبها أحد ... إلا المنيبُ بقلب المخلص الشاري

أو الذي سبقت من قبل مولده ... له السعادة من خلاقها الباري

وقوله:

وأمسى شهيداً ثاوياً في عصابة ... يصابون في فج من الأرض خائف

فوارس من شيبان ألف بينهم ... تُقى الله نزالون عند الزواحف

إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى ... وصاروا إلى ميعاد ما في المصاحف

وكقول قَطَرِي بن الفجاءة في يوم دولاب:

فلم أر يوماً أكثر مَقْعصاً ... يمج دماً من فائض وكليم

وضاربة خداً كريماً على فتى ... أغر نجيب الأمهات كريم

أصيب بدولاب ولم تك موطناً ... له أرض دولاب حميم

فلو شهدتنا يوم ذاك وخيلنا ... تبيح من الكفار كل حريم

رأت فتية باعوا الإله نفوسهم ... بجنات عدن عنده ونعيم

وقليلاً ما يجادل الخوارج بالشعر ويقارعون بالهجاء، لاعتمادهم في الجدل على الخطابة، وفي القراع على السيف. ومن هذا القليل قول بعضهم في الجدل وقد هزم أربعون منهم ألفين لابن زياد:

أألفا مؤمن فيما زعمتم ... ويقتلكم بآِسكَ أربعونا

كذبتم ليس ذاك كما زعمتم ... ولكن الخوارج مؤمنونا

هي الفئة القليلة قد علمتم ... على الفئة الكثيرة ينصرونا

وقول عمران بن حطان في هجاء الإمام:

لله در المرادي الذي سفكت ... كفاه مهجة شر الخلق إنسانا

<<  <  ج:
ص:  >  >>