للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المادحين، لقد أطال بكاء الباكين، والله لقد أصيب بموته الأنام، وخرست لفقده الأقلام. وخبر آخر قال أبو العيناء: حصلت لي ضيقة شديدة فدخلت يوماً على يحيى بن أكثم فقال إن أمير المؤمنين جلس للمظالم وأخذ القصاص فهل لك في الحضور؟ قلت نعم ومضيت معه، فلما دخلنا أجلسه وأجلسني ثم قال يا أبا العيناء بالألفة والمحبة ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟ فأنشدته:

لقد رجوتك دون الناس كلهم ... وللرجاء حقوق كلها تجب

إن لم أكن لي أسباب أعيش بها ... ففي العلا لك أخلاق هي السبب

فقال لغلامه: انظر أي شيء في بيت مالنا دون مال المسلمين، فقال بقية من مال، قال فادفع له منها مائة ألف وابعث له بمثلها في كل شهر. فلما كان بعد أحد عشر شهراً مات المأمون فبكى عليه أبو العيناء حتى تقرحت أجفانه، فقال له بعض أولاده يا أبتاه بعد ذهاب العين ماذا ينفع البكاء. فقال:

شيئان لو بكت الدماء عليهما ... عيناي حتى يؤذنا بذهاب

لم يبلغا المعشار من حقيهما ... فقد الشباب وفرقة الأحباب

(يتبع)

محمود محمود خليل $ ٢

<<  <  ج:
ص:  >  >>