للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ترويعاً. . .

وكانت إلى جانبه فينوس تنفث فيه سحرها، فكان لا يلقى فارساً إلا طعنه فيكبه على وجهه، ثم يشكه فيجفوه من الأرض، كأنما يتخذ منه هزواً وسخرياً!!

وهرع أبوللو فأمطر الهيلانيين وأبلا من سهامه التي ما مست أحداً إلا أردته، وما أقصدت صدراً إلا شقته. . .

وساء منقلب الهيلانيين!

وعز على حيرا ومينرفا أن ينهزم أصحابهما، وأن يصلوها من مارس وأبوللو نارا حامية، وهزيمة منكرة، ثم لا يكون بحسبهم ضربات مارس اللزاب، وسهام أبوللو المفوَّقة، بل تطحنهم هذه الصواعق الجهنمية التي سلطها كبير الآلهة عليهم؛ زيوس؛ سيد الأولمب، الذي أصبح كل همه أن ينتقم لأخيل بن حبيبته ذيتيس من هؤلاء الإغريق ناكري الجميل!!

وعبست حيرا عبوساً ثقيلاً، ودعت إليها مينرفا، وجلستا تفكران! وبدا لهما أن يذهبا إلى الأولمب فيستدعيا رب البحار العظيم، نبتيون، فيضع حداً لهذه القسوة التي يبديها مارس وزميله أبوللو. . .

ولكن كيف السبيل إلى غل يد زيوس، ورد صواعقه التي تنحط على الإغريق من عل، فلا تبقي عليهم ولا تذر؟

آه! لا سبيل إلى ذلك إلا بمنطقة فينوس السحرية! سستوس! تلك المنطقة العجيبة التي تغوي كل من نظر إليها، وتشعل في قلبه لظى من الهوى، وضراماً من الحب. لا بأس إذن من ممالقة فينوس حتى تنزل عن منطقتها أياماً لمليكة الأولمب وكبيرة رباته، ثم لتذهب مليكة الأولمب بمنطقة فينوس لتعبث كثيراً - أو قليلاً - بقلب زيوس، الذي ما يفتأ يرسل صواعقه على الإغريق من جبل (إيدا)، وليس شك أن سيصبو زيوس حين يرى منطقة فينوس تزين خصر حيرا وتبرز مفاتن صدرها؛ فإذا عصفت به فورة التشهي، وحاول قبلة واحدة من آثر زوجاته إليه، فلا بأس من أن تمنحه إياها. . . ولكن. . . لتنتهز سكرته العميقة وتسلط عليه إله النوم الجبار - الذي هو دائماً في خدمتها أينما سارت - فيغرقه في سبات عميق، ويظل به يداعب أجفانه، ويعسل أحلامه، حتى يكون نبتيون قد انكشف لمارس وصاحبه، وأجنادهما، فيقذف الرعب في قلوبهم، ويزلزل أركانهم، ويوهي

<<  <  ج:
ص:  >  >>