للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عزائمهم؛ ويختلط حابلهم بنابلهم فيولون مدبرين لا يلوي أحد على أحد!. . .

وقد أفلحت خطة حيرا. . .

فهذا مارس ما يكاد يلمح نبتيون حتى يذكر هذه الأيام السوداء التي صب عليه فيها رب البحار سوط عذابه، فيخفق قلبه، وترتعد فرائصه، ويكبو زنده، وتذهب ريحه وتنحطم شوكته. . . ثم يقذفه نبتيون بسهم، وقل أن تطيش سهام نبتيون، فيصرخ إله الكريهة صرخة كريهة، وينفتل من الحلبة الحمراء مولياً عقبه، ساخطاً على فينوس، وما يجر إليه غرام فينوس!!!

وولى في أثره أتباعه الطغاة، آلهة الشرور، إيريس رب الشغب، وفوبوس رب الرعب، وميتوس رب الخوف، وديميوس رب الفزع، وباللور رب الهلع. . . عصبة الإجرام وشرذمة الآثام، والطغمة الباغية من أوشاب الأرباب!!

وأفيق الإغريق مما حل بهم من روع. . .

ونظروا فرأوا مارس وملأه مولين الأدبار، والدم يتدفق من جراحهم جميعاً؛ فأفرخ روعهم، وأمن سربهم، ثم لموا شعثهم وهجموا على أعدائهم هجمة رجل واحد، فأدالوا لأنفسهم، وثأروا لكبريائهم، وانصرفوا يتفقدون جرحاهم، ويحرّقون جثث قتلاهم الشهداء!

يا للهول!

لقد قتل إمبريوس البطل! قتله تيوسير، غير راحم شبابه، ولا مبق على عوده الفينان!

وأمفيما خوس!! لقد صرعه هكتور بن بريام، غير راث لأمه العجوز الهرمة، ولا آبه بالباكين حوله والمعولين!!

وديوميد!! زين شباب هيلاس، وآثر فتيانها إلى قلوب الآلهة! لقد جرحه باريس بسهم أوشك أن يكون قاتلاً! لولا أن أدركه جنوده فأسعفوه، وضمدوا جرحه وإلى المعسكر حملوه!

وأجاممنون! لقد برز في المعمعة، ودل على الفروسية التي بهرت الطرواديين، بيد أنه أصيب بسهم نفذ فيه، فارتد على عقبه يصرخ ويتلوى!

وأوليسيز!! أوليسيز العظيم!! لقد أرسل إليه سوكوس، أمهر رماة طروادة، بسهم مفَوَّق، فجعله ينتفض كما ينتفض المحموم، ويخر إلى الأرض فيتأود كمن لدغته أفعى، ولولا أن أدركه أجاكس ومنالايوس فأسعفاه لكان من الغابرين!

<<  <  ج:
ص:  >  >>