طائفة كبيرة من الآثار واللقط الشرقية، وبالأخص النقد الشرقي القديم، فقد وجد منها زهاء عشرين ألف قطعة، وجد معظمها في جزيرة جوتلاند، وتدل بعض الأحجار المنقوشة على أن بعض زعماء الفيكنج سافروا حتى ضفاف بحر الخزر (بحر قزوين)، وتوفوا هنالك في تلك القفار النائية؛ وفي متحف البندقية أسد من المرمر عليه نقوش (فيكية) محي بعضها؛ وكان هذا الأسد من غنائم الحرب التي حصلتها البندقية من اليونان في القرن السابع عشر
كيف يشجعون الأدب
قرأنا في أنباء أمريكا الأخيرة أن الرئيس روزفلت أقر مشرعاً أدبيا ضخما يعد الأول من نوعه، وخلاصته أن الحكومة الأمريكية قد اعتمدت نحو سبعة وعشرين مليون ريال (خمسة ملايين جنيه ونصف) لتغذية الحركة الأدبية والفنية في أمريكا، وأن هذا المشروع الذي يبدأ في تنفيذه من سبتمبر الماضي سيؤدي إلى إيجاد أعمال لخمسين ألفاً من الكتاب والموسيقيين والفنانين لمدة ستة شهور
وهذا المشروع بلا ريب من مفاخر الرئيس روزفلت وسياسته، وإذا كان ثمة بلد نرجو أن يحدث فيها مثل هذا المشروع صداه وأثره، فهي مصر التي ما زالت تتجاهل الحركة الأدبية والفنية، وما زالت تتركها لمصيرها وبؤسها. ولقد عنيت الحكومة أخيراً بمسألة التمثيل، ورصدت لتشجيعه وإنهاضه زهاء ثلاثين ألفاً، هذا عدا عشرة آلاف أخرى تفرق كل عام على الفرق الأجنبية. وإذا كنا نحمد لوزارة المعارف عنايتها بالتمثيل وهو من عناصر الفن وأركانه، فإننا لا نستطيع أن نسيغ موقفها إزاء الحركة الأدبية وإزاء المشتغلين بالأدب والكتابة، فلم نسمع إلى اليوم أن وزارة المعارف قد فكرت في عهد من العهود أن ترصد أي اعتماد لتشجيع الحركة الأدبية، ولم نسمع أنها رصدت يوماً أي مبلغ لمكافئة الكتاب المبرزين أو مؤلفي الكتب الممتازة، ومنذ أعوام ترصد وزارة المعارف اعتمادات مختلفة لإعانة الممثلين والممثلات، ولكنها لم تفكر يوماً في أن ترصد مبلغاً لإعانة الكتاب والمؤلفين، ولسنا نجد مبرراً لمثل هذا الإغفال المؤلم من وزارة المعارف، فهل لنا أن نؤمل أنها في عهدها الجديد، تعنى بهذه المسألة؟ وهل لنا أن نؤمل أنها كما ذكرت التمثيل والممثلين تذكر الأدب والكتاب، فتعمل لهؤلاء شيئاً مما تريد أن تعمله لأولئك؟