ذلك تقع سفوح الجبال الشرقية إلى شرقي هذا الضلع وهي شديدة الانحدار كثيرة المناعة والوعورة.
والجبال في الحبشة تحيط البلاد الداخلية بسور منيع طالما وقف في وجه المستعمرين وساعد الأحباش على الاحتفاظ باستقلالهم.
ويشبه الوضع الجبلي في داخل بلاد الحبشة خطوطاً مستحكمة، فخط منها في الشرق يمتد من الشمال إلى الجنوب على موازاة الساحل ويسيطر على السهول ويسد طرق الاستيلاء الممتدة من الساحل. وهذا الخط هو السلسلة التي تؤلف ضلع المثلث الغربي.
وهناك خط آخر ممتد من رأس عسير في الصومال البريطانية على موازاة ساحل خليج عدن الجنوبي إلى أن يصل إلى قصبة (هرر) ثم ينعطف نحو الجهة الجنوبية الشرقية ثم إلى الجنوب موازياً للبحيرات الواقعة في جنوبي الحبشة، وهو السلسلة التي تؤلف الضلع الجنوبي للمثلث. وهذا الخط يعلو ارتفاعاً ويشتد مناعة كلما تقدمنا من الشرق إلى الغرب، وكأنه الخط المستحكم الأول الذي يسد طرق الهجوم في وجه القوات الزاحفة من الصومال الطليانية للتوغل في صحراء الغالا.
وغير هذين الخطين توجد خطوط أخرى تمر بذري الجبال الشامخة منفصلة عن الخط الشرقي وممتدة من الشرق إلى الغرب على موازاة حدود إريترية الطليانية الشمالية كأنها خطوط مستحكمة متوازية لصد القوات المتقدمة من الشمال على التعاقب.
ومع وقوع الأرض السهلة والأرض المتموجة والحافات الشرقية الوعرة في شرقي الخط الأول الممتد من الشمال إلى الجنوب والمسيطر على صحراء الدناكل تشتد الأرض وعودة وتزداد مناعة في هذا الخط ذاته وفي غربيه - أي في الهضبة الحبشية التي تقطعها عدة سلاسل جبلية ممتدة من الشرق إلى الغرب على ما سبق ذكره؛ وفي أطراف بحيرة تانا نلتف الجبال بعضها ببعض فتكون المعقل المركزي للحبشة بشكل منحرف، ضلعاه القصيران في اتجاهي الشرق والغرب، وضلعاه الطويلان في اتجاهي الشمال والجنوب؛ وتقع العاصمة (أديس أبابا) في طرف الضلع الشرقي.
أما منطقة البحيرات الواقعة في جنوبي الحبشة فمحاطة من الشرق والغرب بسلسلتين جبليتين؛ وهما طرفا الخط الأول والخط الثاني الممتدين من الشرق والغرب، وفي وسط