ضالاً عن قرنائه
بهذا الفيء الذي جاهدت جذورك وأوراقك وروحك في حياكته
ولو أردت الظل لنفسك لما تعبت في مده
والظل الخفيف يغنيك. . .
ولكنك لست كالإنسان الذي يقضي العمر كله في حياكة ظل لنفسه، ويمضي غير منتهٍ من
حياكة ذلك الظل
أما ظلك أنت فقد حُكتِه!
وهذا الظل الواسع الممدود على الأرض لم تحوكينه؟
أليس - للظالين - أيتها الشجرة الظالة؟
إلهي اجعلنا من الضالين!
أتضنين على من تحمل النصب من أجلك - وقد تكونين أنتِ في غنى عنه -
أتضنين عليه باستواء قصير على منكبك العالي
ليشركك في تأملك العميق
وإن ضلالك ليشرك ضلالي
وظلك الممدود ينادي خيالي
فلا تثاقلي من استوائي عليك، فإنني لن أشوش عليك تأملاتك
ولن تعطل طيورك أهازيجها من أجلي
افتحي قلبك لي فإني لاجيء إليك
وأومئي بأوراقك فإني ضال مثلك
أأنت تلك المحجة التي يسعى إليها الإنسان غير حافل بوعورة الطريقة؟
أأنت تلك المحجة التي تناهضها الصخور والوعور والأشواك لتواريها عن العيون؟
وكم يكلف الوصول إلى هذه المحجة؟
إرتفعي كثيراً وأسمي كثيراً، حتى تبدو للضالين ذروتك، وأصعدي باغصانكِ إلى السماء.
وليجذبها شوقك دائماً إلى السماء.
هل رأيت المحجة بعين الشوق، فأنبأت رفيقاتك فسخرن منك، لأنهن لا يرين إلا