وعند أهل الشرفِ، أنه مهما يبلغ من حرية المرء في هذا العصر فالشرفُ مقيَّد.
وعند أهل الدين، أن الزواج لا ينبغي أن يكون كزواج هذا العصر قائماً من أوله على معاني الفاحشة.
وعند أهل الفضيلة، أن الزوجة إنما هي لبناء الأسرة؛ فإن بلغ وجهها الغاية من الحسن أو لم يبلغ، فهو على كل حال وجهٌ ذو سلطة وحقوق (رسمية) في الإحترام؛ لا تقوم الأسرة إلا بذلك ولا تقوم إلا على ذلك.
وعند أهل الكمال والضمير، أن الزوجة الطاهرة المخلصة الحبِّ لزوجها، إنما هي معاملةٌ بين زوجها وبين ربه؛ فحيثما وضعها من نفسه في كرامةِ أو مَهانة، وضع نفسه عند الله في مثل هذا الموضع.
وعند أهل العقل والرأي، أن كل زوجة فاضلة هي جميلةٌ جمال الحق، فإن لم توجب الحبَّ وجبت لها المودة والرحمة.
وعند أهل المروءة والكرم، أن زوجة الرجل إنما هي إنسانيته ومروءته؛ فإن احتملها أعلن أنه رجل كريم، وإن نبذها أعلن أنه رجل ليس فيه كرامة.
أما عند الشيطان لعنه الله، فشروط الزوجة الكاملة ما تشترطه الغريزة: الحب، الحب، الحب.
قال الشاب: وإذا أنا لم أتزوج امرأة تكون كما أشتهي جمالاً وكما يشتهي فكري علماً، كنت أنا المتزوج وحدي وبقي فكري عزبَا. . . وقد عرفتُ التي تصلح لي بجمالها وفكرها معاً، وتبوَّأتْ في قلبي وأقمت في قلبها. ثم داخَلْتُ أهلَها فخلطوني بأنفسهم وقالوا شابٌ وعَزَبٌ. . . ومتعلم وسريّ. . . فلم يكن لدارهم (بابٌ مغلق) حتى لو شيءت أن أصل إلى كريمتهم في حرام وصلت، ولكني رجل يحمل أمانة الرجولة. . .
أما الفتاة فلست أدري والله أفيها جاذبية نجم أم جاذبية امرأة! وهل هي أنثى في جمالها أو هي الجمالُ السماوي أتى ينقح الفنونَ الأرضية لأهل الفن؟
إذا التقينا قالت لي بعينها: هأنذي قد أرخيتُ لك الزمام فهل تستطيع فراراً مني؟ ونلتصق فتقول لي بجسمها: أليست الدنيا كلها هنا، فهل في المكان مكانٌ إلا هنا؟ ونفترق فتحصر لي الزمن كله في كلمة حين تقول: غداً نلتقي.