ما الناس إلا للكثير المال أو ... لَمُسَلُّطٍ ما دام في سلطانه
فإذا الزمان رماهما بِبَلِيَّةٍ ... كان الثِّقَاتُ هناك من اعوانه
وقال عبد الله بن الحسن بن سهل الكاتب: قلت لأبي العتاهية أنشدني من شعرك ما يستحسن فأنشدني:
ما أسْرَع الأيام في الشَهْرِ ... وأسرع الاشهُرَ في الْعُمْر
ليس لمن ليست له حيلةٌ ... موجودةٌ خير من الصبر
فاخْط مع الدهر إذا ما خَطا ... واجْر مع الدهر كما يجري
من سَابَقَ الدهر كَبَا كبوة ... لم يُستَقُلْها آخر الدهر
وقال أبو تمام الطائي: لأبي العتاهية خمسة أبيات ما شركه فيها أحد، ولا قدر على مثلها متقدم ولا متأخر، وهي قوله:
الناسُ في غَفَلاتِهمْ=ورحا المنية تطحنُ
وقوله لأحمد بن يوسف:
ألم تر أن الفقر يُرجَى له الغنى ... وأن الغني يخْشَى عليه من الفقر
وقوله في موسى الهادي:
ولما اسْتَقَلوا بأثقالِهمْ ... وقد أزمعوا للذي أزمعوا
قرنتُ التفاتي بآثارهم ... وأتبعتهم مُقْلةً تدمع
وقوله:
هب الدنيا تصير إليك عَفْواً ... أليس مصير ذاك إلى زَوَال
وقال العتبي: رؤى مروان بن أبي حفصة واقفا بباب الجسر كئيباً آسفاً ينكت بسوطه في معرفة دابته، فقيل له يا أبا السمط ما الذي تراه بك؟ قال أخبركم بالعجب: مدحت أمير المؤمنين فوصفت له ناقتي من خطامها إلى خفيها، ووصفت الفيافي من اليمامة إلى بابه أرضاً أرضاً، ورملة رملة، حتى إذا أشفيت منه على غناء الدهر، جاء ابن بياعة النخاخير - يعني أبا العتاهية - فانشده بيتين فضعضع بهما شعري، وسواه في الجائزة بي، فقيل وما البيتان؟ فأنشد:
إن المطايا تشتكيك لأنها ... تطوى اليك سباسباً ورمالا