هلاكي وانتقالي وشيكا من هذه الدنيا. وهو يقول بغير علم لأنه أحمق ليس له عقدة من العقل، فيزعم أنها تؤذيني، ولو هي آذتني لغضبت قبل ذلك، ولو غضبت لرفعت التلفون. صه إن الجرس يدق
قال ا. ش: إن للنوابغ لشأنا عجيبا، ففي مديرية الشرقية رجل نابغة ماتت زوجته وتركت له غلاما فتزوج أخرى وهو يعيش في دار أبيه. فلما كان عيد الأضحى سأل أباه مالا يبتاع به الأضحية فلم يعطه. وهو رجل يحفظ القرآن فذكر قصة إبراهيم عليه السلام ورؤياه في المنام أنه يذبح أبنه، فخيل إليه أن هذا باب النبوة وأن الله قد أوحى إليه، فأخذ الغلام في صبيحة العيد وهم بذبحه. ولولا صرخ الغلام فأدركه الناس فاستنقذوه. . .
قال (نابغة القرن العشرين): هذا مجنون وليس بنابغة؛ بل هذا من جهلاء المجانين؛ بل هو مجنون على حدته. وقد رأيته في البيمارستمان حين كنت أنا في المستشفى. . . فكان يزعم أنه ائتمر في ذبح غلامه بإرادة الله. ولو كانت إرادة الله لنفذت بالذبح، ولو كان الأمر وحيا لنزل عليه من السماء كبش يذبحه. . .
وهكذا أنا في المنطق (نابغة القرن العشرين)
ثم إنه أشار إلى المجنون الثاني وقال: وأنا أتقدم هذا في النبوغ بأكثر من علم العلماء في خمس وستين سنة كاملة
قلت: ولكنك ذكرت هذا من قبل فلم عدت فيه الآن؟
قال: إن السبب قد تغير فتغير معنى الكلام؛ وقد بدا إلى أنه يتمنى هلاكي ليكون هو نابغة القرن العشرين. فمعنى الكلام الآن: أنه لو عاش خمسا وستين سنة (يحفظ المتن) لما بلغ مبلغي من العلم. هذا رجل نصفه ميت جنونا موتا حقيقيا، ونصفه الآخر ميت جهلا بالموت المعنوي
قال ا. ش: حسبه أن يقلدك تقليد العامي لإمامه في الصلاة؛ وعسى ألا تستكثر عليه هذا فأنه تلميذك
قال المجنون الثاني (مما حفظناه): لو صُوِّر العقل لأضاء معه الليل، ولو صور الجهل لأظلم معه النهار. . . ونابغة القرن العشرين هذا لا يعرف كيف يصلي، فقد وقف منذ أيام يصلي بالشعر. . . ولما رأيته ناسيا فذكرته ونبهته أن الصلاة لا تجوز بالشعر، التفت إلي