للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موازية للشاطئ. أما في امتدادها إلى الجنوب فتبعد عنه، وتتكون منها الصحراء الدنا التي تشح المياه فيها، وهذه الصحراء وعرة ذات مفازات ووديان ورواب

وهذه السلسلة ذاتها تتصل بالسلاسل الأخرى التي تتكون منها معاقل الحبشة الداخلية

جرت الحركات على طرفي الحدود في جنوبي (أسمرة) عاصمة أريترة بعد مصوع. والأرض في هذه المنطقة جبلية وهي واقعة على سفوح السلسلة الأولى التي تؤلف الضلع الغربي للمثلث، والارتفاعات فيها تتفاوت بين ١٥٠٠و٢٥٠٠ متر. والانحدارات في السفوح الشرقية على ما نعلم مائلة شديدة الوعورة، وتسلقها صعب، والأرض متقطعة بوديان وفيها وهاد ومضايق. والروابي يعلو بعضها بعضا، والكثير منها مكسو بالغابات والأحراش. أما الطرق فمسالك وعرة يصعب على الحيوانات المحملة السير فيها

والمنطقة بأجمعها تصلح للدفاع أكثر منها للهجوم. ولا تمكن الحركة فيها بقوات كبيرة ما لم يكن السير فيها بأرتال مختلفة متباعدة تفرقها الودن والمضايق عن بعضها فتصعب المواصلة بينها. وفضلا عن ذلك فالمياه فيها شحيحة وموارد الإعاشة قليلة، الأمر الذي يقتضي تجهيز القوات بوسائل النقل الكثيرة والسير فيها يقتضي بطبيعة الحال اتخاذ تدابير الحماية. لذلك كان لا يجوز أبدا تطويل الارتال لأنها تمسي أهدافا ملائمة للمباغتة. والخلاصة أنها من أفضل الأراضي الصالحة للحروب الصغرى بالكمين والمباغتة فهي من هذه الوجهة تفيد الأحباش الذين يعرفونها حق المعرفة ويعلمون بنجدها وغورها فضلا عن تعودهم على إقليمها

والطرق التي تربط مستعمرة إريترية بهذه الساحة تبدأ من ساحل البحر وتمتد إلى الجنوب الغربي فإلى الجنوب، منها طريق شمالي يبدأ من مصوع ويمر بأسمرة بعد أن يتسلق الجبال ويدخل الهضبة. وارتفاع أسمرة ٢٣٧٢ مترا. وقبل أن يقطع نهر مأرب الفاصل للحدود يمر بقرية (غوندت) ثم يصل إلى عدوة وارتفاعها ١٩٦٥ مترا وهي واقعة بالقرب من أكسوم وإلى شرقيها

والطريق الثاني يبدأ من زولا على خليج عدولى. وبعد أن يمر بقريتي (حلبى) و (كواتيت) يقطع الحدود إلى جنوبي سنافة ويصل إلى قلعة ادجرات وهي من المراكز الحبشية الخطيرة، فيتوجه الطريق بعد ذلك إلى الجنوب ويمر بقلعة (مكا) إلى أن يصل إلى (هرر)

<<  <  ج:
ص:  >  >>