لا! ينبغي ألا يقتل إينياس، لأنه ابن زيوس سيد الأولمب، وهو لو قتل لم يرض به أبوه ألف ألف أخيل، وألف ألف ميرميدون كملأ أخيل!. . .
هكذا قدّر نبتيون! وقُتل نبتيون كيف قدر!!
لقد أرسلها إلى حيرا، مليكة الأولمب التي كانت قريبة تشهد الحدث الأعظم، قولة غير صادقة إلا في زعم نبتيون!
وعارضت حيرا في تدخل نبتيون، ولكنه، لشدة حبه أخيل، لم يسعه إلا أن يسرع إليه فينشر أمام ناظريه ضبابةً كثيفة حجبت عنهما هدف إينياس، ثم أنكفأ يحمله بعيداً من أخيل، حتى انتهى إلى صفوف الطرواديين الخلفية، فسجاه على العشب الأخضر، وأخذ في نصحه ألا يجازف بنفسه أمام أخيل كرة أخرى!!
وكان الجمعان ينظران إلى إينياس محمولاً في الهواء. . فيأخذ العجب منهما كل مأخذ!!
وامّحت الضبابة، وبطل السحر، ونظر أخيل فلم يعثر لإينياس على أثر، وشدهه أن ينجو خصمه من قتلة محققة، فيُلقى في روعه أن إينياس سليل الآلهة كما ادعى منذ لحظة؛ ثم يشدهه أكثر تجابن الميرميدون والهيلانيين على السواء، بعد إذ رأوا إلى إينياس محمولاً في الهواء!
ويحضهم أخيل على خوض المعمعة، ويستطيع بحماسياته أن يلهب في صدورهم روح الإقدام. . .
ويكون هكتور في هذه اللحظة قائماً في جنوده يحضهم هو الآخر ويطمئنهم أن الآلهة معهم فلا يخافون ولا يحزنون. ويراه أخيل فيخفق قلبه، ويعلو صدره ويهبط كأنه الخضم الغاضب. ويدفع عربته نحوه، فتندفع الخيل، وكأنه النيران تندلع من عيونها وأنوفها. . . .
وكان أبوللو إلى جانب هكتور، فلم يرض أن يلقى أخيل الذي ما خاض المعمعة إلا ليثأر لصديقه بتروكلوس.
وكاد هكتور لا يأبه لكلام أبوللو، وتقدم فعلاً ليلقى أخيل، ولكن الإله الكبير زجره زجراً شديداً، ثم أمره بالتقهقر في الحال. . . فانسحب بطل طروادة، وترك أخيل يحرق الأرّم مكانه، إذ أفلته هذا الصيد الثمين!!
وانقض أخيل يشفي غيظه بقتل عشرات وعشرات من أبطال طروادة فصرع إيفتيون