للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المرأة في الكون النفسانيِّ للرجال؛ أما في الكون الحقيقي فهي أنثى كأناث البهائم ليس غير. وأعقلُ الرجال من كان كالحمار أو الثور أو غيرهما من ذكور البهائم. فالحمار لا يعرف الحمارة إلا إنها حمارة، والثور لا يعرف البقرة إلا إنها بقرة؛ ولا ينظمون شعراً ولا يكتبون (أوراق الورد). . . . . وإناث البهائم أُمَّاتٌ لا غير، ولكن العجيب أن ذكورتها ليست آباءً؛ فهذه الذكورة طفيليةٌ في الدنيا، والطفيليُّ لا يأكل إلا بحيلة يحتال بها فيكون صاحب نوادر وأضاحيك وأكاذيب. ولهذا كان عشق الرجال للنساء ضُروبا من الخداع والأكاذيب والأضاحيك والحيل والغفلة والبلاهة. وإذا نظرنا إليه من أوله فهو عشق، أما آخره فهو آخر الحيلة والأكذوبة، وهو قول الطفيلي قد شبعتُ وقد رويت. . . ويحكم أين أولُ الكلام؟

قلنا: أوله ما أعجب سحر المرأة في الكون النفساني للرجال

قال: نعم هذا هو. إنه سحر لا أعجب منه في هذا الكون النفساني إلا سحر الذهب. فلوُ مسِخت المرأةُ الجميلة شيئاً من الأشياء لكانت سبيكةً ذهبيةً تلمع. ولهذا يُوجدُ الذهبُ اللصوص في الدنيا، وتوجد المرأةُ الجميلة لصوصا آخرين، فيجب أن يصان الذهب وأن تصان المرأة

قلت: ولكن أليس من المال فضة وهي توجد اللصوص كالذهب؟

قال: نعم، وفي النساء كذلك فضة وفيهن النحاس. ولو أنت ألقيت ريالاً في الطريق لأحدثتَ معركة يختصم فيها رجلان ثم لا يذهب بالريال إلا الأقوى. ولو تركت قرشاً لتضارب عليه طفلان ثم لا يفوز به إلا من عض الآخر. . .

ولكن (فورد) الغني الأمريكي العظيم الذي يجمع يَده على أربعمائة مليون جنيه لا يتكلم عن القرش؛ (ونابغة القرن العشرين) الذي يملك (ليلى) لا يتكلم عن غيرها من قروش النساء

قلت: فإني أحسبك أعلمتني أن اسمها فاطمة لا ليلى

قال: هل يستقيم الشعر إذا قلت: وكل الناس مجنون بفاطمة وفاطم لا تقرُّ لهم؟ قلت لا.

قال: إذن فهي (ليلى) ليستقيم الشعر. . . أما حين أقول: أفاطمُ مهلاً بعد هذا التدلّل، فهي فاطمة ليصح الوزن

قلت: يُشبه والله ألا يكون اسمها ليلى ولا فاطمة؛ وإنما هي تسمى حسب الوزن والبحر،

<<  <  ج:
ص:  >  >>