والتطويل الممل؛ وقد أعانته على إخراج كتابه (جماعة دار العلوم) بإقرار لجنتها العلمية؛ ومن غير جماعة دار العلوم تعرف قيمة هذا العمل الجليل؟ على أن ذلك وإن يكن من واجبها، لا يمنعنا أن نذكر عملها شاكرين، فقلَّ في هذا الزمان من يذكر واجبه بمقدار ما يفكر في وسائل الفرار منه!
وأكثر الكتاب في ضبط أعلام الأناسيّ، وأقله لأعلام البلاد. ولو أنني حاولت الإنصاف لما وسعني إلا أن أعترف بأن هذه الصفحات المائتين والأربعين، تغني عن مكتبة حافلة بكتب التراجم ومعاجم الأعلام
ولكن إعجابي بالكتاب وثنائي عليه لا يمنعان أن آخذ على مؤلفه العالم أنه أهمل الإشارة إلى المراجع التي منها استمدّ؛ وأحسبه كان يجمعه لنفسه فلا يهتم بحفظ المصادر، فلما اجتمع له هذا القدر الكبير أخرجه كتاباً. أفيدفع عنه النقد هذا الاعتذار. . .؟؟
وفي الكتاب أشياء كانت تقتضي جهداً أوسع، وعناية أدق، فالتعرف بالأماكن قليل مخل، وأرى المؤلف في هذا الباب لم يُفد إلا ضبط أعلام المواضع، أما تحديدها وتعيين أماكنها فما بلغ منه إلى كثير. وتراه في أكثر من موضع من الكتاب، قد أوجز الحديث وأحال إلى موضع آخر، فإذا انتقلنا إلى ذلك الموضع لم نجد شيئاً مما أحال إليه، أو نجد شيئاً ولكنه لا يغني كل الغناء؛ فمن ذلك في ص٧٦ (. . . . بسطام، وهي بلدة مشهورة من أعمال قومس)، فإذا بحثت عن (قومس) هذه في أعلام البلاد وجدت (القوامس) كثيرة، فلا تعرف إلى أيها تنتسب (بسطام). وفي ص٩٤:(كان منزل رهط (جميل) في وادي القرى (أنظره). . .) وتنتظر في أعلام البلاد، فلا تجد ذكراً لوادي القرى. ومثل ذلك في ص١٢٨ ترجمة السُّهْرَوَرْديّ (ونسبته إلى سهرورد، وهي بلدة (أنظرها)) ولكن أين؟ وغير ذلك كثير
على أن الكتاب مع ذلك لا يستغني عنه متأدب، وإن فيه لغناء عن كتب ومكتبة، وأكثر مصادره مما لا تتناوله الأيدي، وهو مجهود مشكور، جدير بالثناء والإعجاب
٢ - الفروق اللغوية
أبو هلال إمام من أئمة اللغة في القرن الرابع الهجري، تحتفظ له المكتبة العربية بآثار خالدة؛ أكثرها معروف متداول، وهو إلى أنه شاعر وأديب، عالم فحل، واسع المعرفة،