ويقول نعوم بك شقير في كتابه تاريخ السودان:(وهم مولعون بالرقص ولعاً شديدا، ولكل قبيلة منهم رقصة خاصة يرقصها الرجال والنساء على أصوات الآلات الموسيقية. وقد رأيت جماعة من رجال الشلك يرقصون رقصة حربية في الخرطوم أيام تشريف الخديو للخرطوم، وقد لبسوا شعورهم على أشكال غريبة وزينوها بالريش والخرز وصبغوا جفونهم بصباغ أبيض مشرب حمرة، ولبسوا أساور العاج والنحاس في أيديهم، والجلود أو الخرق في أصلابهم، وحملوا الحراب والنبابيت فمثلوا في رقصهم واقعة حربية وقفوا فيها صفين يهاجم أحدهما الآخر، وهم يقفزون كالقردة ويصيحون كالذئاب، وهم يهزون رماحهم وعصيهم فوق رؤوسهم، ويغنون أغاني لا تلحين فيها، ويصوتون بالقرون أصواتاً مزعجة تصم الآذان؛ وبالإجمال لم يكن في رقصهم طرب بل دل على الهمجية والخشونة)
وقد اشتهر الزنجي بجودة الرقص خصوصاً في عهد قدماء المصريين إذ استخدموا الأقزام لرقص الآلهة. وكثيرا ما نرى الآن في موسيقى الجاز الأوربية الراقصة أن يستخدم الزنجي للعزف. كما اشتهر بعض الزنوج نساء ورجالا بالرقص الأوربي
الزنوج النيليون
النوير
لم يتأثروا بالحكم الأوربي لأن أماكن سكناهم تجعلهم في عزلة إذ يتعذر اجتياز بلادهم في فصل المطار لكثرة المستنقعات كذلك في فصل الجفاف. لذلك لم يحاول جيرانهم الاعتداء عليهم، كما أن العرب الذين عرفوا هذه الجهات قديما اكتفوا بإنشاء محطات تجارية على المجاري الرئيسية. ولم تهتم بهم الحكومات الأوربية إلا منذ أربع سنوات عندما قاموا ببعض الاضطرابات. وكان لهذه العزلة الأثر الأكبر في عدم قبولهم الاختراعات الحديثة، وعدم تغييرهم لنظامهم الاجتماعي، كذلك لم يتأثروا بالمسيحية ولا بالإسلام؛ وتجد الحكومة صعوبة في جباية الضرائبمنهم أو إرغامهم على العمل
وتنقسم السنة عندهم إلى قسمين تبعاً لتغير الإنتاج الزراعي الذي يتوقف على هطول الأمطار. فمن ابتداء شهر مايو تهطل الأمطار وتستمر كذلك حتى أواخر نوفمبر، فتمتلئ الأنهار وتكثر الأخوار. ولما لم يكن هناك تصريف على السطح فإن هذه المياه تتجمع على