(ماء في البادية، عليه خباء رجل، وعليه جاريتان تختصمان، يقف عليه رجلان من المسلمين فيستقيان)
الجارية - لا أدعك حتى تقضيني الذي لي
الأخرى - دعيني، فستأتي العير غداً أو الذي بعده، فاعمل لهم، فأقضيك
الرجل لقد صدقت، فستأتي العير غدا أو بعد غد
(يسمع الرجلان فيجلسان على بعيرهما ليلحقا بالمسلمين)
(أبو سفيان يأتي بعد قليل، يتقدم العير وحده)
أبو سفيان - هل أحسست أحداً أيها الرجل؟
الرجل - ما رأيت أحداً أنكره، إلا أن راكبين قد أناخا إلى التل، ثم استقيا في شنّ لهما، وانطلقا
أبو سفيان - أرني مبرك ناقتيهما
الرجل - هو ذاك. . .
(يأتي أبو سفيان المبرك، فيأخذ من أبعارهما في يده)
أبو سفيان - هذا هو النوى، هذه والله علائف يثرب
(ويمضي مسرعاً فينجو بالعير)
(المنظر الثامن)
(في جيش المسلمين، في ذفران، وقد جاءهم الخبر بمسير قريش ليمنعوا عيرهم)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن القوم قد خرجوا من مكة، على كل صعب وذلول، فما تقولون؟ ألعير أحب إليكم من النفير؟
رجل - عليك بالعير ودع العدو
آخر - هلا ذكرت لنا القتال حتى نتأهب له! إنا خرجنا للعير
(يتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم)
المقداد بن الأسود - يا رسول الله! امض لما أمرك الله، فنحن معك؛ والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون. ولكن أذهب أنت