الحبشية، وأن حصر إيطاليا اقتصادياً وعلى الأخص منع البترول عنها مما يقود أوربا إلى حرب لا تعرف نتائجها، وأن روح مبادئ عصبة الأمم توجب حل كل خلاف عن طريق سلمي إن أمكن، وأن الخطة التي وضعها لإيقاف الحرب في الحبشة تتمشى مع مبادئ عصبة الأمم (!). . .
ومسيو كت يرى غير ما يراه مسيو لافال: يرى في اتفاق باريس هدم مبادئ العصبة، إذ هي تقدم إلى المعتدي مكافأة على تعديه ومخالفته واجباته الدولية. ومسيو لافال بعمله هذا يقدم سابقة إلى عصبة الأمم لتحل بموجبها التعدي الذي سيحصل على شرقي أوربا الوسطى. وبذلك يكون لافال قد ساعد الهر هتلر وجرأه على أن يحذو حذو موسوليني!. وقد هاجم مسيو كت لافال وقال إن عمله هذا ليس إلا تقسيماً للحبشة وجعلها فريسة للمعتدي، وهذا العمل مخجل لفرنسا. . .
وقد لاحظ لافال أن الجو مكفهر وأن النقاش إن دام ربما أدى إلى سحب الثقة منه؛ فطلب تأجيل النقاش على سياسته الخارجية إلى يوم الجمعة الموافق ٢٧ منه. ولافال ماهر في أصول المرافعات البرلمانية؛ يعرف كيف يتخلص من المآزق الحرجة، فإنه بطلبه هذا قد حول المناقشة من مهاجمة سياسته إلى البحث فيما إذا كان من الصواب تأجيل المناقشة كما يطلب أو المضي فيها؛ وكان على رأس القائلين بوجوب المضي في المناقشة مسيو بلوم الزعيم الاشتراكي. وبرغم فصاحته وقوة حجته وافق المجلس على تأخير المناقشة بأكثرية ٥٢ صوتاً. ومما تجدر ملاحظته أن الكثرة التي كانت في جانب الحكومة هبطت إلى ما يقرب من مائة نائب بانضمام كثير من الراديكاليين إلى فريق المعارضة.
ومجمل القول أن مسيو هريو الزعيم الراديكالي لم يشترك في المناقشة، ولم يبد حركة ما تدل على أنه يؤيد فريقا على آخر. . .
وفي اليوم التالي ذهب لافال إلى جنيف. . .
على مسرح جنيف
في يوم الأربعاء الموافق ١٨ ديسمبر كان اجتماع مجلس عصبة الأمم: فقام مستر أيدن ولم يدافع عن مشروع لافال - هور - بل قال إن الحكومتين وضعتا هذا المشروع وللمجلس أن يرفضه أو يقبله؛ والحكومة البريطانية ليست مرتبطة به. . .