للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثم نهض مسيو لافال وقال إن عمله هو وزميله السير هور كان بموجب السلطة التي أعطيت للحكومتين لايجاد حل سلمي للمعضلة الحبشية. . . وللمجلس أن يقول الكلمة الأخيرة في الاقتراح. . .

وقبل فض الاجتماع العام قام سكرتير المجلس وألقى تصريح حكومة الحبشة وهو مؤلف من (٥٠٠٠) كلمة ومبني على نقط قانونية ترمي إلى أن اقتراح باريس مخالف كل المخالفة لمبدأ العصبة

وقد قابل الأعضاء المشروع بمعارضة شديدة. . . وجاء في المناقشة أن السلطة التي خولت إلى بريطانيا وفرنسا لإيجاد حل سلمي قد انتهت، وكل عمل من هذا القبيل يعود إلى مجلس العصبة أو إلى هيأتها العامة - وكان هذا رداً على ادعاء لافال - وفي اليوم التالي قرر المجلس بأسلوب - دبلوماسي دولي - رفض المشروع.

على مسرح لندن

أخذت الصحف الإنكليزية تنقل أخبار اتفاق باريس ومحتوياته عن الجرائد الفرنسية، وأخذت الجرائد التي كانت تناصر الحكومة وعلى رأسها التيمس تعارضها وتظهر سخطها على المشروع، وأخذت جرائد المعارضة تهاجم الحكومة مهاجمة عنيفة وتصفها بأوصاف قاسية منها الجبن وخيانة الشعب وعصبة الأمم والحبشة. . .

وفي اجتماع مجلس النواب الذي عقد في العاشر من ديسمبر دافع مستر بلدوين عن خطة باريس وقال: لو كانت أستطيع أن أميط اللثام عن المشاكل التي تعترضنا، لما كان هناك رجل من أي هيئة ومن أي حزب يعارضنا. . .

ومع ذلك اخذ يزداد عدد الثائرين من حزب الحكومة، مظهرين سخطهم على سياسة الحكومة الجديدة؛ وأخذ آخرون يبدون قلقهم من موقف الحكومة الشاذ. فحدث من جراء ذك انشقاق عظيم في حزب الحكومة. وانقسم أعضاء الوزارة إلى قسمين: قسم مع بلدوين وقسم غير راض عن (اتفاق باريس) ومن بينهن مستر إيدن الوزير لدى عصبة الأمم إذ ذاك، وقد صرح بذلك في جنيف في الثالث عشر من ديسمبر.

ومن الرجالات البارزين الذين عارضوا المشروع في حزب الحكومة السير أوستن شمبريلن: فقد اجتمعت لجنة الشؤون الخارجية التي يرأسها هو في ١٧ منه لدرس (اتفاق

<<  <  ج:
ص:  >  >>