تشييد ضريح غيره يليق بشهرة صاحبه ومكانته في التاريخ العربي؛ وهو عمل جليل نرجو أن تساهم فيه إدارة الأوقاف وإدارة الآثار في العراق؛ فان من حق الذين أولونا الفضل في الحياة، أن نوليهم الإجلال في الموت.
الدكتور الرافعي
عاد من أوربا منذ قريب، الدكتور محمد الرافعي، نجل صديقنا الأديب الكبير الأستاذ مصطفى صادق الرافعي، بعد أن أتم دراسة الطب بجامعة ليون، وكان مبعوثاً إليها على نفقة جلالة الملك، تقديراً لنبوغه وكفايته.
وقد كان الدكتور الرافعي في دراسته، وفي رسالته لنيل الدكتوراه، وفي درجاته العلمية التي حصل عليها، مفخرة مصرية ودعاية ناطقة للشباب المصري في أوروبا.
وحسبه أن يعلن رئيس جامعة ليون في اجتماع لجنة القضاة المحكمين لمناقشة رسالة الدكتور الرافعي: أن هذه الرسالة تعتبر أماً لجميع الرسائل والكتب والمؤلفات التي وضعت في بابها من سنة ١٩١٠ إلى الآن، وأنها جاءت بالحل الأخير لمناقشات كادت لا تنتهي. وكان الدكتور الرافعي قد اكتشف مرضاً مما يصيب الأطفال لم يتنبه إليه أحد، ووضع له اسماً خاصاً به.
وقد منحته الجامعة درجة (جيد جداً)، مع (درجة تقدير القضاة)، و (مبادلة الرسالة لجميع الجامعات الأجنبية). وهي درجات رفيعة حقيقة منا بأن نتقدم إليه وإلى والده الكريم بالتهنئة فخورين معجبين.
بعض آراء الزملاء في الرسالة
لا تزال تنثال على (الرسالة) تهنئات الأصدقاء من مصر وسائر الأقطار العربية على دخولها في عامها الرابع؛ وهي تشكر لهم هذا العطف الجميل، وترجو أن تظل من توفيق الله على الحال التي يرتضيها الحق والجمال والخير؛ ثم تثبت هنا بعض آراء الزملاء الفضلاء فيها تسجيلا للوفاء منهم وللشكر منها:
قالت الجهاد الغراء في عددها الصادر في ٨ يناير سنة ١٩٣٦:
دخلت زميلتنا (الرسالة) الغراء في عامها الرابع، فحق لصاحبها الأديب الضليع الأستاذ