أحمد حسن الزيات أن يغتبط بما أصاب في رسالته من نجاح، وما كتب لجهوده الصادقة من توفيق ونحن إذ نقول التوفيق لا نشير فقط إلى ما لقيت (الرسالة) من ذيوع في مصر وفي سائر الأقطار العربية، وإنما نشير إلى السبيل التي سلكها الأستاذ الزيات بمجلته، حتى بلغ بها هذا النجاح الذي يغتبط به كل ذي غيرة على الأدب العربي، فهو لم يسلك إلى النجاح واجتذاب الجمهور تلك السبيل الممهدة الرخيصة وهي النزول إلى مستوى العامة واقتناص الربح منهم بأرخص المغريات، ولكنه تطلع في عزم وإيمان وهمة لا تحد نحو غاية أسمى، وتصدى لمهمة أنبل وأكرم، فراح يرفع الجمهور إلى المستوى الذي يحبب إليه الأدب الصافي القويم.
وقد سلخت (الرسالة) ثلاثة أعوام لم تنثن فيها عن تحقيق هذه الغاية، بل لقيت من النجاح ما حفزها إلى المثابرة والمضي فيما سلكت من سواء السبيل.
أتمت مجلة الرسالة لصاحبها ومحررها الأديب الكبير الأستاذ أحمد حسن الزيات سنتها الثالثة، ودخلت بالعدد الأخير منها في عامها الرابع من عمرها الطويل المبارك إن شاء الله. والرسالة تؤدي مهمة ثقافية سامية، وتصل ما بين الأقطار العربية، وتسمو بالأدب عن التجارة، وتحرص على الرفعة والجد، وهي تمثل في الأدب المذهب السديد الذي يزاوج بين القديم والجديد، فلا يهمل القديم من كنوز الآداب ولا سيما العربية لقدمها، ولا يفتتن بالحديث لطرافته؛ ومن هنا كانت (الرسالة) كاسمها (رسالة) حقيقية إلى أمم العرب قاطبة، ولهذا فازت بحقها في كل قطر من الأقطار العربية من التقدير والإكبار. فنهنئها بعامها الجديد، ونشكر لزميلنا وصديقنا جهده الصادق المخلص في خدمة العربية والأدب الرصين.
وقالت روز اليوسف اليومية في عددها الصادر في ٧ يناير سنة ١٩٣٦:
دخلت زميلتنا (الرسالة) الغراء في عامها الرابع مزودة بما قدمت لقرائها بل الأدب العربية من خدمات سيرويها التاريخ فخورا بها. وسترى فيها الأجيال القادمة مرآة صادقة للمثل الأعلى في ثقافة هذا الجيل وأدبه.
وإذا كانت (الرسالة) باعتراف قادة الفكر رسول العلم والأدب إلى العقول، فهي باعتراف