وبليوس المحزون يضطرب في الأعماق فيجعلها ضراما: والأولمب كله، ما عدا عصابة فينوس يعزى بعضه بعضاً!! وليس أولئك جميعاً شيئاً إلى ما حدث من بعد، قبيل أن تخمد النيران فوق أخيل. . . فقد ضج المكان الصامت بصيحات مفاجئة، نبهت ما سكن من هول هذا المحشر الرهيب. . . ونفت القوم، فإذا أجاكس العظيم قد أصابه طائف من المس، وإذا به يرغى ويزبد، ويعول وينشج، ثم يقذف من فمه صبياً من الدم، يتلوه شوب من العلق، وينبطح على الأرض ثم يثب على قدميه، ويروح ويغدو دون أن يلوا على شئ. . . ثم يستل جرازه ويركزه فوق الأرض، ويتكئ بصدره على سنانه، فينفذ السنان من ظهر أجاكس، ضحيه جديدة لهذه الحرب التي لا تشبع، وخيط حياة حافلة يمر وشيكاً بين الشفرتين من مقص أتروبوس!. . .
ويحك أجاكس! وللآلهة ما وفيت لأخيل يا بطل الأبطال!
وذهل القوم لانتحار أجاكس ولم يفيقوا من ذهولهم إلا ليروا إلى مأساة ضعضعت ما أبقى عليه الحزن من ألبابهم، وأطاشت ما بقى من حلومهم، وتركتهم سكارى وما هم سكارى
هذه بوليكسينا!!
إنها تقبل من طروادة كأنما بها مس. . .
وهي تطوي الساحة المزدحمة بالأشلاء. . . المضرجة بالدماء، بقدمين عاريتن، لا يقيمها حذاء. . . وأن الدم ليتفجر منهما. . . وهي تصرخ. . . وتلطم خديها الشاحبين، بكفيها الواهيتين
وهي تجفل كالظبية المراعة، وتدور حول نفسها. . . ثم تقف لحظة. . . وتنطلق. . . .
وهي تفعل هذا حتى تكون أمام البركان الخافت، المشتمل على رفات أخيل. . .