للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو أيضاً! وفي الوقت نفسه حاول أن يرغمني أنا! أنا سينون المسكين، على أن أقبل التضحية، وأن أهب دمي للآلهة لتهدأ ثورتها. . .

ولكني رفضت في شمم، وامتنعت في إباء. . . لا خوفاً من الذبح؛ ولكن ضناً بدمي النقي الطاهر عن أن يهرق في سبيل هؤلاء الجبناء. . . الذين تكأكأوا وفزعت نفوسهم من صيحة السماء. . .!

وهربت يا مولاي! يا مولاي بريام العظيم. . . ولذت بظلال طروادة الخالدة، طروادة المنيفة القوية، وجعلت أصلي لأربابي حتى استجابت لي، وأرسلت إليهم من أنذرهم بسوء المنقلب إذا هم لم يقلعوا هذا المساء. . .!! قاتلهم الله السند! وقاتلتهم الآلهة جميعاً!!. . .

والآن!. . . هاهم أولاء قد تركوا هذا التمثال الرائع الذي أعدوه ليوم نصرهم، فجعلته الآلهة آية فشلهم!. . . انقلوه يا مولاي إلى المدينة، واجعلوه تذكار هذه النوبة الجنونية التي شنوها عليكم، فحاق بهم سوء ما كانوا يمكرون. . . ألا فليكن قربة لمنيرفا. . .!

ولقد سمعت هاتفاً في صلاتي يقول: (. . . الويل لمن يصيب هذا التمثال بشر! تنقض عليه رجوم السماء، وتنخسف من تحته الأرض، وتميد من فوقه الجبال!. . . وطوبى لمن احتفظ إلى الأبد به!. . . إذن يحميه شر حدثان الزمان وعوادي الأيام. . .)

وكان سينون يمزج كلماته بدموع الصلاح والورع، ويشعل فيها جمرات الإخلاص والصدق. . . وكان يرسل آهاته من الأعماق. . .! حتى استطاع أن ينفذ إلى سويداء الملك، ويستولي على مشاعر الطرواديين؛ وحتى ثار الطرواديون أنفسهم على قديسهم الوقور لاوكون، راهب نبتون الأكبر حين نصح ألا تجوز عليهم هذه الكلمات المعسولة، والنفثات السحرية التي يتلجلج بها لسان سينون، وأن يدعوا الحصان مكانه (فإنه إن دخل طروادة جلب عليها الشر وكان فأل السوء للضحايا والشهداء. . . ولا تصدقوا أن الهيلانيين قد تركوا هذا الحصان تكرمة لنبتيون كما يدعي هذا الأفاقي المأمون، بل هم قد صنعوه حيلةً منهم لغرض سيئ. . . وهاهي ذي ابنتك أيها الملك. . . كاسّندرا العزيزة فاسألها. . . فإن لديها سر السماء. . .)

وسأل الملك كاسندرا فأفتت بما أفتى به لاوكون. . .

ولكن. . . من يصدق كاسندرا وما تزال نقمة أبوللو تنصب فوق رأسها. وقد جعلها إله

<<  <  ج:
ص:  >  >>