اضحك مع الضاحكين. . . وسوف لا ابكي بعد اليوم مع احد او على احد. . .)
وضاحكته استطلع دخيلة نفسه وحقيقة أمره فاعتدل في جلسته وتوثب وتحفز واستجمع قوته ثم قال في قوة وعزم
هو دور لعبه أمامي ويا ليتني لم أره ولكن ما اسخف لعبته هذه!. . . ليكن ما يكون وليكن ما قدر وهو كائن.
قلت مالأمر؟ انك تحيرن. فاستطرد في صوت أبح لم اسمعه منه قبل اليوم وقال:
(هن فتيات أربع جئن فسكنَّ في المنزل المجاور لنا وكان قبل مجيئهن تسكنه سيدة وابنها وهو فتى في نحو الخامسة والعشرين ولقد تبينت بعد مجيئهن إنهن اخوته وكان أول ما رأيتهن في ظهيرة يوم عندما عدت إلى المنزل ففتحت النافذة كعادتي في كل يوم وإذا بي أراهن أمامي لا يكاد يفصلني عنهن إلا نحو سبعة أمتار وما وقعت أنظارهن عليّ حتى جرين مسرعات إلى داخل الحجرة واقفلن الباب من ورائهن إلا صغراهن وهي في العاشرة تقريبا فقد ظلت ترمقني بنظرات ساذجة بريئة وكأنها وكانت تجيد (لعبة اليويو) قد أرادت أن تريني مهارتها فأخذت تلعبها وتنظر إلي، فابتسمت فضحكت ودخلت إلى أخواتها صائحة لاعبة. ومضيت أنا إلى بعض المجلات فجعلت اقلبها ولكن نظري كان كثير الاتجاه دائما نحو هذا المنزل أو نحو ذلك الباب، وأنت يا أخي تعرفني أحب الاستطلاع ولا أكاد استقر حتى تصل نفسي إلى ما تريد فجلست اختلس النظرات وأتظاهر بالنظر إلى الصحيفة التي في يدي فرأيت كبرى البنات وهي في العشرين تقريبا قد وقفت إلى الباب فرأيتها ذات حظ من الجمال غير قليل غير انه جمال شاحب حزين. ومرت أختها الصغيرة أمامي وهي في نحو السادسة عشرة تكسو محاها سمرة خفيفة وهي فتاة ضاحكة والعينين مرحة جريئة النظرات سريعة الحركة خفيفة الروح إلى حد عظيم. أما وسطاهن فلم تظهر طول ذلك اليوم. ولست ادري وأيم الله لم ضايقني ذلك، وكل ما أذكره هو إني أحسست بانقباض وضيق لعدم ظهورها. على إني ما لبثت أن اضحك بل وسخرت من نفسي ومضيت إلى كتبي ونسيت من أمرها ومن أمرهن كل شيء. وفي صبيحة اليوم التالي نزلت إلى عملي فتبينت وجهها من خلال زجاج النافذة، جميلة رائعة الجمال دعجاء المحاجر بيضاء الوجه دقيقة الأنف حلوة اللفتة ناهدة الصدر. وفي ظهر ذلك اليوم رأيتها