أجل!! (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خانوا عليهم. . . فليتقوا الله!!).
إبجستوس!! هذه فرصتك فلا تُفلتها!!
- ٩ -
وأتصل إبجستوس بالقصر، وتأكدت بينه وبين كليتمنسترا أواصر الود أولا؛ ثم انقلب الود واتحاد المقصد وبغض أجاممنون وأسرة الـ (أترديه) فصارت غراماً أثيماً وعشقاً فاسقاً ولذاذةً مجرمة.
وعمى قلب الأم. . . وحجبت الغواية بصيرتها؛ فنفت ولديها: أورست الغلام الحَدَث، وإفياناسَّا الفتاة الناعسة بعيداً عنها، لتزداد إغراقا في اللذة، ولينام ضميرها الميت فلا يوقظه هذا النسل البريء من صلب أجاممنون!!.
- ١٠ -
العاصفة تهب بشدة، والحارس المتعب يلفحه البرد القارس فوق سطح القصر الملكي العتيق، الـ (بيلوبيديه)، والليل الرهيب ينظر إلى القصر الفائض بالأسرار بعين قلقة من تلك النجوم المحملقة؛ وسنوات عشر قد تصرمت، وهذا الحارس المسكين في مكانه من هذا الميدان المعلق بين الأرض والسماء. . . أجل عشر سنين طوال كأنها عشر أحقاب كاملة، وهو يروح ويجئ كأنه آلة الزمن، أو قوس من دائرة الفلك. . وهو يشكو، ويحاول أن، يتسلى بأغنية أو صفير، ولكن الأسرار الهائلة التي يعج بها القصر من تحته تفزعه، فيعزف عن الغناء وعن الصفير. . . ويصل شكواه، ويرسل بثه.
وهن هناك فوق سطح القصر الملكي منذ قيام تلك الحملة المشئومة إلى طروادة. . . وهو إلى هذه الليلة يرقب النيران التي إذا تأججت في رؤوس الجبال كانت بشرى سقوط طروادة!.
وأومض البرق في الظلماء فجأة!. . . واندلعت النيران المنشودة! واستطير الحارس من الفرح؛ وفرك عينيه ليستيقن أنه ليس في حلم. . . ولكن النار تندلع وتندلع. . . إذن انتصرت جيوش هيلاس. . . وسقطت مدينة بريام!.
وأي بأس في أن ينطلق هذا الحارس المسكين فيزف البشرى إلى الملكة. . . لا بأس!