بالفرنسية بعنوان:(الذكرى المئوية الثامنة لابن ميمون) وضمنته ترجمة وافية للطبيب الفيلسوف، وشرحاً قيماً لأهم نظرياته ونصوصه، وشذوراً من مصنفاته بالعربية والعبرية والفرنسية والإيطالية، وأشرف على وضعه وإخراجه الأستاذ دافيد براتو حاخام الطائفية اليهودية بالإسكندرية، ومما يجدر ذكره بهذه المناسبة أن لابن ميمون بين مفكري اليهود وفلاسفتهم المقام الأول، حتى لقد اعتبره بعضهم الرجل الثاني في اليهودية بعد موسى. ولابن ميمون نظريات فلسفية ودينية عويصة، وله شرح نفيس للتلمود ما زال هو الحجة في موضوعه.
القصة في التعليم
في وزارة المعارف اليوم حركة تجديد تسير إلى غايتها بنشاط وقوة، نؤمل من ورائها انقلاباً في وسائلنا التعليمية يدنينا من الهدف الذي نقصد إليه من تعليم أبنائنا.
وقد كان آخر هذه المحاولات، هذا المشروع الذي أشارت إليه الصحف في الأسبوع الماضي، بأن الوزارة تفكر في تدريس كثير من المواد بالمدارس الابتدائية عن طريق القصة. وهو مشروع جدير بأن يثمر ثمرة طيبة لو حَسُنتْ القوامة عليه؛ فما نعرف شيئاً يروق الصغار ويجذب انتباههم مثل القصة، وما نعرف بابا من أبواب الأدب يتسع لكل شيء كما تتسع القصة، فالقصة عند الطفل لون من ألوان اللعب يقبل عليه بشوق ولذة، ولكنه عند أهل التربية فن من فنونهم يبلغون به مالا يبلغون بسواه من أساليب العلم.
وإذا كان لنا أن نغتبط بهذا المشروع، فإننا نخشى أن تؤدى طريقة تنفيذه إلى ما لا نرجو من جَدْواه، فان القصة فنٌّ واستعداد لا يتوفران لكل شخص، ولا يحسنهما إلا الموهوب؛ فلو أن وزارة المعارف وكلت أمر إنشاء هذه القصص إلى غير القادرين عليه لقضت على الفكرة بالموت قبل أن تظهر لها ثمرة؛ وفي وزارة المعارف رجال درسوا القصة وعالجوها فنجحوا فيما عالجوا إلى حد كبير، وإن لم يكونوا من رجال التعليم. وفي مختلف مدارس الوزارة مدرسون حاولوا القصة ووُفِّقوا في كثير مما حاولوا، فلعل الوزارة تنتفع برأي هؤلاء وهؤلاء.