للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخطو خطوة واحدة على هذا الديباج؟. . .)

(تتقدم جارية من جواري الملكة فتنزع حذاءه)

- (إيه. . . قُضي الأمر. . . ولكني أرجوك أن تتقبلي هذه الغريبة النازحة في حنان وفي حب. . . فما تزال السموات يتبسمن كلما اطلعن فشهدتنا نتلطف في استعمال جبروتنا!. . . لقد منحني الجيش إياها من سبي اليوم. . (يترجّل وتظل كاسندرا بمكانها من العربة). . . فأما وقد ظفرت بطلبتك، فإني أمشي على هذا الأرجوان إلى قاعة العرش)

وتتملقه الملكة بكلمات فيدخل إلى قاعة العرش، وتضرع كليتمنسترا إلى سيد الأولمب أن يحرس ما دبرت، وأن يتولى الغيلة التي أعدت للملك ببركاته!!

- ١٨ -

ويترنم الخورس بأنشودة شفافة، ينعكس في صفائها غدر المرأة وشدة مكرها. . .

ثم تتحضر الملكة فتشير إلى كاسندرا قائلة: (. . . هلمي فادخلي أنت أيضاً يا كاسندرا. . . أدخلي. . . ما دامت السموات قد ساقتك إلى هنا لنتقاسم أمواه هذا المطهر القرباني. . . هلمي. . . انزلي من هذه العربة المطهمة التي يبدو أنها نفخت أوداجك بريح الكبرياء!. . . . انزلي ولا يؤلمك ما أنت فيه من أسر وذلة ونفي. . . فما أنت بخير من ابن ألكمين العظيم الذي قضى ردحاً طويلاً في ربقة الأسار. . . عند ملك جبار. . . هنا. . . . في نفس هذا القصر! إنه لشرف أي شرف أن تخدمي في الـ (بيلوبيديه)، ما دمت قد استسلمت لنزوة أحلامك حتى فقت بها حدودك يا فتاة! انزلي. . . فآن لك أن تشمخي بأنفك، وتتيهي على أندادك، لأنك ستكونين جارية من جواري ملكة آرجوس!)

رئيس المنشدين: (لقد قالت وقد سمعتِ! وكلامهما بين. . . أوه! مالك مكدودة هكذا؟. . . قد تفكرين في الطاعة. . . ولكن. . قد يتجلى اشمئزازك بعد حين!)

كليتتمنسترا - (رضخت أو لم ترضخ. . . لابد من أن تصغي لي!)

رئيس الخورس - (أطيعي يا فتاة. . . قد يكون هذا لصالحك. . . انزلي!)

كليتتمنسترا - (إن النيران المتأججة تنتظر بفارغ الصبر أن تلتهم فرائس المذبحة، وقد نضب معين الرحمة، وغاض ماء الحنان، وليس هناك وقت نضحي به من أجل بكمك أيها الفتاة، فإذا لم تستطيعي التكلم بلساننا فلتؤد يدك ما تريدين أن تجيبي به. . . تكلمي!)

<<  <  ج:
ص:  >  >>