ولكن كاسندرا ما تزداد إلا صمتاً، وما تزداد إلا سكوناً، فيقول رئيس الخورس:
- (يبدو إنها في حاجة إلى ترجمان. . . . . .)
وتتميز الملكة من الغيظ، فتحدج الفتاة بعينين تقدحان الشرر. . . وتنطلق داخل القصر. . . .
- ١٩ -
ويرثي الخورس للفتاة المنكودة، ويروعه هذا الأسى الذي يتشح به وجهها، وتلك الكآبة التي تجلل جبينها، فيعطف عليها، ويدعوها لتنزل من العربة. . . فأسمع إذن إلى هذا الحديث الشجي:
- (انزلي. . . أصيخي للقضاء، وسلمي للقدر. . . انزلي!)
- (آى. . . آى. . . أوه. . . أبوللو. . . أبوللو!)
- (فيم ههتافك الباكي بأبوللو. . . .؟)
- (آى. . . أبوللو. . . أبوللو. . . أبوللو. . . آى، آى، أوه أبوللو. . .؟)
- (ما تنفكين تهتفين بالإله الذي أصم أذنيه عنك؟)
- (آه يا أبوللو يا إلهي! أيها الباني العظيم والمخرب العظيم! بنيت طروادة. . . وحطمتني! وها هي يدك تمتد في غير رفق مرة أخرى فتعبث بي!)
- (اسمعوا يا رفاق! إنها تتنبأ عما يخبئ لها القضاء. . . كأن فيها جذوة من السماء!)
- (أبوللو. . . أبوللو. . . يا باني طروادة. . . يا هادم بنياني. . ماذا هنا؟ أي سماء؟ فيم جئت بي هنا؟)
- (هذا قصر ألا تريديه إن لم تكوني تعرفينه بعد!
- (آه!. . . حاشا! بل هو كهف رهيب رائع! ممقوت من السماء! ملطخ بدماء الإثم، مضرج بأرواح الشهداء تجثم الجريمة في كل ركن من أرجائه!)
- (يا للآلهة! إنها تشم رائحة الدماء. . . وكأنها قريبة منها بل هي بين ناظريها لا شك!)
- (أجل!. . . أجل. . هناك. هناك. هناك. وهاكم برهان قاطع. . . تشمموا معي. . ولكن. . . لا. . . إني أرى. . . إني أنظر. . . الأطفال الأطهار الذين ذبحوا. . . هاهم يتصايحون بقاتلهم وهاهي لحومهم. . . الشواء!. . . مسكين أبوهم لقد أكل. . .! لقد قرت