للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التجني، فما كنت أستطيع أن أمضى في الكتابة وقد أقبلت، وما كان ينبغي لي أن أدع المائدة مختلطة كما كانت، قال فإذا سألتك أن اقرأ بعض هذه الصحف التي كانت منثورة فهل تأذنين؟ قالت هذا شيء آخر دعنا من هذه الصحف المنثورة فستقرأها يوما ما، ولكن حدثني أين وكيف أستطيع أن أرى مصر والمصريين في فرنسا؟ قال تستطيعين أن ترى مصر والمصريين في فرنسا الآن، وفى هذا المكان، وعلى هذا النحو، ثم أخرج لها صحيفة النوفيل ليترير ونشرها، وقال انظري، فنظرت فدهشت فسكتت، ثم قالت هذا غريب! صفحة أدبية عن مصر لا يكاد يكتب فيها مصري! قال ولو ترجم ما فيها للمصريين لرأوا أنفسهم كما يرونها في المرآة الصافية الناصعة، أليس قد صور لهم كاتب أمير شعرائهم العظيم تصويرالا يصفه من قريب ولا من بعيد؟ أليس قد زعم هذا الكاتب إن قد كان لأمير الشعراء خصوم كلهم بغيض؟ أليس قد أذاع هذا الكاتب بين الفرنسيين والأوربيين الذين يقرءون هذه الصحيفة صورة عن شاعر مصر وعن أنصاره وخصومه لا تلائم رأي مصر ولا حاجتها، وإنما تلائم رأى السياسة القائمة،؟ قالت سأقرأ هذا الفصل، ولكن انظر قال وما تريدين أن أنظر؟ أتظنين أني لم اقرأ هذه الصفحة قبل الآن؟ ماذا تنكرين؟ فصل لصديقنا الأستاذ أنطون الجميل عن المجمع اللغوي الملكي، أي غرابة في هذا؟ قالت وهى تضحك ضحكا حزينا، الغرابة أن يعلن عن هذا المجمع في فرنسا ولما يوجد في مصر بعد، قال لم يوجد الآن فسيوجد بعد عام! قالت فقد كنت أحب من صديقنا، بل كنت أحب لصديقنا أن ينتظر حتى يوجد هذا المجمع بالفعل قبل أن يكتب عنه فيطيل، فقد أرى أن فصله غير قصير، وما عسى أن يكتب بعد أن يوجد المجمع؟ قال ليس على صديقنا بأس من أن يكتب عن مجمع إن لم يوجد بالفعل فهو موجود بالقوة، ولا سيما إذا طلبت إليه الكتابة وأثقل عليه في الطلب، وليس إسراعه الى الكتابة في شيء هو الى الوهم اقرب منه الى الخيال فضلا عن الحقيقة الواقعة هو الذي أنكره عليه أو ألومه فيه، إنما أنكر عليه فهمه للمجامع اللغوية وتصويره لتاريخها عند العرب، أترين الى أسواق الجاهليين؟ لقد كانت مجامع لغوية عند الأستاذ انطون الجميل، ثم أترينالى مدارس اللغة والنحو والأدب في البصرة والكوفة وبغداد وفى حلب ودمشق والقاهرة وقرطبة؟ لم تكن من المجامع اللغوية في شيء عند الأستاذ انطون الجميل. هذا كثير ألا ترين ذلك؟ قالت وأكثر منه أن يستجيب صديقنا لدعوة

<<  <  ج:
ص:  >  >>