احتماؤه بصومعة أبوللو. . . ويبر من ويتسخطن. . . ويشتد غضبهن على أبوللو نفسه، لأنهن يفطن إلى أنه هو الذي ألقى عليهن هذا النعاس الذي صرفهن عن واجبهن. . . (غير مبال أن تخرق قانون الآلهة، ولا مبال أن يتلطخ وحيدك بالإثم والدم، كأنك تتحدى ربات المقادير. . . ولكن هيهات! هيهات أن تستطيع حماية هذا الآثم الذي يلوذ بك. . . فأنك ستشهده بعينيك يتلظى في حر جهنم. . . وستضاعف حمايتك العمياء له عذابه. . . . . .)
وما يكدن يفرغن من برمهن، ويمسكن عن قولة السوء التي أرسلنها، حتى يبدو طيف أبوللو:
- (. . . . أغربن اغربن! آمركن ألا تبقين في صومعتي! هَلاَ! وإلا فستبيدكن نفثات الثعبان الذي يتحوى في قوسي! الأرقم! أتجهلنه؟ أغربن يا سبب شقاء الناس ونافثات السم في جراح البرايا! لا تنتهكن هذا الحرم المقدس الأطهر بظلالكن البشعة، النكراء! أغربن من هنا، وتعثرن بالموت والأرزاء في سبل الشباب الذي تذوين، والحيوات التي تشقين والأنفاس البريئة التي تحشرجن في صدور الأطفال. . .! بحسبكن أنين الموتى، وجؤار القتلى، وسكرة الموت؛ تخضض المفجوعين والمفئودين! أغربن من هنا. . . . وليكن مأواكن في مغارة ذئب أو كهف سبع ينهش فريسته التي ما تزال تئن وتتوجع. . . فصومعتي أطهر من أن تدنسها أدرانكن! أغربن قلت لكن، فما انفكت لعنة السماء عليكن وغضب الآلهة والناس أجمعين! هيا. . . هيا. . . يا هتاه!)
- (أيها الإله أبوللو! أصغ إلينا وعِ! أنت لم تكن شريك هذا المجرم الذي حميت في وزره فقط (حين قتل أمه) ولكنك كنت الآمر الموحي؛ فعليك يقع الجرم كله. . .)
- (وما برهانكن؟ هراء. . . هراء. . . .)
- (نبوءتك التي أوحيت بها. . . . تقضي أن يقتل الغلام أمه!!)
(لقد صرحت، غير متردد، لابد أن يثأر الفتى لأبيه!)
- (وها قد تقبلت الغلام، وما انفك الدم يقطر من يديه!)
- (لا. . . . ولكني أمرته أن يستغفر لذنبه هنا!)
- (ولكنه لم يأت ليستغفر، بل أتى يلوم ويعتب ويعذل. . . يعتب عليك ويعذلك يا