دي موسيه كانت على ما يظهر تصور الحقيقة كما هي، ولهذا اعتبرت يومئذ هي القول الفصل
ولكن الشاعر لما توفي بعد ذلك في سنة ١٨٥٠، رأت جورج ساند أن تقول كلمتها في مأساة غرامها؛ فكتبت كتابها المسمى (هي وهو) تصحح فيه بعض الوقائع والتفاصيل، فأثار كتابها يومئذ فضيحة أدبية واجتماعية؛ ورد عليها بول دي موسيه ولد الشاعر في كتاب عنوانه (هو وهي)
ومن ذلك الحين ظهرت عشرات الكتب والقصص عن علائق العاشقين الشهيرين؛ وأشهر هذه الكتب وأقيمها هو بلا ريب كتاب شارل موراس الكاتب الكبير ومحرر جريدة (لاكسيون فرانسيز) وعنوانه (عشاق البندقية) ومع ذلك فلم يكن هو الكتاب الفصل في أمر هذه العلائق الدقيقة بين شخصيتين من أعظم شخصيات القرن التاسع عشر؛ فقد ظهرت بعد ذلك مكاتبات ووثائق لم تنشر من قبل وفيها حقائق وتفاصيل جديدة تلقي ضياء جديدا على تلك المأساة الغرامية الشهيرة
بيد أنه مما يلفت النظر أن هذه المكاتبات والوثائق الجديدة تؤيد رواية دي موسيه في مجموعها، وأن جورج ساند قد عمدت قصداً إلى تغيير بعض الحقائق والتفاصيل في كتابها (هي وهو)
مؤسس الأدب اليهودي الشعبي
تحتفل الدوائر اليهودية الأدبية بذكرى أديب يهودي كبير هو منديل سفوريم مؤسس الأدب اليهودي الشعبي وقد ولد هذا الأديب في إحدى بلاد لتوانيا منذ مائة عام كاملة في سنة ١٨٣٦؛ واسمه الحقيقي هو شولم يعقوب ابراموفتش؛ ودرس الأدب والعلوم قراءة لأنه لم يظفر بتربية مدرسية منظمة؛ وكان الشعب اليهودي يعيش يومئذ في روسيا في ظل طغيان مطبق ويعاني أمر ضروب الاضطهاد والزراية والفاقة؛ وكانت قد ألفت في ذلك الوقت جمعية من الشباب اليهود المتنور تسمى (مسكليم) أعني الطلائع المثقفة وغرضها أن تعمل لإدخال الأفكار والمدنية الغربية إلى طوائف الشعب اليهودي التي ما زالت تعيش في ظل تقاليدها العتيقة؛ فانضم منديل سفوريم إليهم؛ وكان الكتاب اليهود يكتبون يومئذ إما بالروسية وإما بالعبرية، فسار منديل في أثرهم وأصدر أول كتبه بالعبرية، ولكنه لاحظ أن سواد