فأراني في كهولتي عاجزاً عن أن أقود جيش بلادي إلى (فيومي) أخرى، فهيا يا أبنائي إلى النصر. . . لأن مصير مجد الإنسانية الجديد متوقف على انتصار (الرومانية) ضد (البربرية) وحلفاء البربرية. . . إن الحرب ضرورة عالمية لخلق جيل جديد وإعادة شباب الإنسانية وتطهير الأجسام والأرواح وإنعاش بطولة التاريخ)
ومن رأي داننزيو أن إيطاليا الفاشستية ترى في اسم قيصر رمزاً أبدياً لأعظم ضروب مجدها الوطني وأن غاية ما يتمناه اليوم استعادة مجد روما القديم الذي تألق في عصر قيصر
بنزبني
وعلى الضد من داننزيو، نرى زميله جيوفاني بنزبني ينحو في فنه منحى جديدا، ويؤدي رسالة أستاذه كاردوتشي عن سبيل آخر هي معالجة مشكلات العصر في ضوء من الانتقاد المر اللاذع
وعلى الرغم من أن بنزبني ولد في نفس العام الذي ولد فيه داننزيو فإن اسمه كأديب وقاص لم يعرف إلا في السنوات الأخيرة للحرب العظمى. أي في الوقت الذي بدأ الإيطاليون يتمردون فيه على أساليب داننزيو الشعرية وفنه الأناني. وقد استطاع بنزبني أن يقضي تماما على نفوذ زميله عن طريق الحملة المدبرة التي تولى قيادتها أدباء الشباب في فلورنسا وغيرهم من الملتفين حول جريدة (الصوت)
ولا يخفى ما لبنزبني من النفوذ القوي في دوائر الصحافة الأدبية فهو يعاونها بين وقت وآخر بالمساعدات المادية والأدبية
وأكثر ما نلمحه في فن بنزبني الروائي خلوه من الأساليب المعقدة والنزوع إلى حياة الطبيعة الهادئة والرجوع بالإنسانية إلى طفولتها الأولى كما في روايته (العالم يدور) وتعرضه لمتاعب الحياة المادية في شيء من السخرية اللاذعة والنقد المر ممتزجاً بمسحة من روح الفكاهة والمرح البريء. وقد استطاع في روايتيه الرائعتين (ارمندا التعسة) و (مصباح ديوجين) أن يحلق بنا في جو تمور فيه الأشباح المعذبة من جراء المشكلات الأخلاقية في العصر الحديث