للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليرسلهم هدية سنية إلى السلطان الأعظم بالأستانة. وقد روي أن الخصيان البيض قليلون بتركيا، وأنه رأى بالحجاز عدداً من الخصيان الهنود في خصوا في بلاد الهند وأرسلوا هدية إلى الحجاز

وقد رجع بعض العرب إبان الحرب الوهابية الأولى إلى عادتهم في الجاهلية وهي خصاء الأسرى، وذلك أن الشريف غالب أمير مكة أسر أربعين رجلا من قبيلة يمنية وهي قبيلة تدين بالمذهب الوهابي، وكان في حرب معهم فأمر بأن يخصوا ثم يفك أسرهم فماتوا من جراء ذلك سوى اثنين رجعا إلى قبيلتهما بعد أن التأمت جراحهما؛ وقد امتلأ قلباهما بالحقد والضغينة فقتل أحدهما ابن عم الشريف غالب في إحدى المعارك، وأما الآخر فقتل وهو يحاول اقتحام خيل الشريف ليقتله بنفسه

وينجم عن الخصاء أن يبطل فعل الغدد الجنسية وخاصة إفرازاتها الداخلية التي لها تأثير كبير في التوازن الفسيولوجي والجنسي؛ ويكون التأثير على أشده في الصغار ويقل كلما كبر سن من يراد خصاؤه، فينمو الصبي المخصي كالأنثى فلا ينبت شعر وجهه، ويكون صوته رفيعاً وعظامه كعظام النساء وعضلاته لينة ويتضخم عجزه، ويصبح أكثر ميلاً إلى الدس والإيقاع. ويكون التأثير في البالغ أقل ظهوراً فيضعف شعر الذقن أو قد يختفي، ويتغير الصوت. ويتعرض الرجل بعد الخصي لاضطرابات عصبية شديدة ولأفكار سوداوية تنشأ عن جمود العاطفة الجنسية، أما إن خصي الرجل وهو كهل فالتغير لا يكون ملموساً

وقد يتسرب إلى الذهن أن الخصاء يضعف من حدة العقل والشجاعة وهذا خطأ محض، ففي التاريخ أدلة تثبت ما كان للخصيان من القوة والبأس والتبحر في العلوم وعلو الباع في سياسة الأمم وقيادة الجيوش. فمن الخصيان الذين خلد التاريخ أسماءهم باغوص الفارسي الملقب بصانع الملوك، وفافورينوس الفيلسوف صديق بلوطارخ، وأرسطو نيقوس القائد البطليموسي، وفوطين وزير بطليموس، وأيوتروب وزير اركاديوس

وكان للخصيان شأن عظيم في عهود كثيرة من التاريخ الإسلامي وخاصة بمصر فكان أظهرهم الأستاذ أبو المسك كافور الاخشيدي الذي انتزع الملك لنفسه وخطب باسمه على المنابر، ثم الطواشي محسن الصالحي، والطواشي صبيح في آخر عهد الدولة الأيوبية. وقد

<<  <  ج:
ص:  >  >>