وغابت السفينة عن الأنظار فجأة. . ولكنها غابت لترسو. .
وطفق الفتيات يهزجن. . . ويصلين. . . ويبكين. . .
- ٩ -
(يدخل القائد المصري)
- (سو. . . ش. . . أصغين يا فتيات! حذار ألا تطعن! هلم إلى سيف البحر، فاركبن في السفينة معنا! أسرعن! لا تقاومن، وإلا حملناكن بالقوة! أسرعن، وي! أنتن لا تتحركن! أسرعن يا فتيات! إن لم تسرعن فستحل بكن نقمة! سنشدكن من شعوركن ونجركن على الؤى والأحجار حتى تدمى جسومكن؛ إلى البحر. . . إلى البحر!)
(وينقض الجنود فيدافعون الفتيات فتقول كبراهن:)
- (ويل لكم أيها الضواري وويل لأميركم! ليت هذا الخضم ابتلعكم قبل أن تصلوا إلى هنا!)
- (أنصح لكم يا فتيات ألا تقاومن! إنكن ضعيفات، وللقوة أن تصنع ما تشاء بكن! دعن هذه المجالس حول هذه الآلهة التي لابد أنها تسخر منكن! ستحملكن السفينة إلى أوطانكن فالحذار من المقاومة!)
- (كلا! لن نعود إلى جنة الأرض وجحيم القلوب! الفردوس الذي يفيض كل سنة دماً يصهر العاطفة ويحرق الضلوع. . . . . .)
- (وبعد، إنني مرغم إذن على استعمال القوة المطلقة التي يخوليها الأمر الذي بيدي! سأنتزعكن من مقاعدكن في هذا الحرم! سنجركن من شعوركن وخمركن، ونبحر بكن برغمكن!)
- (أنت تهرف كأن عيون السماء مغمضة عنك! كأنك إذا كنت وسط اللجة لم تخش شيئاً! أيها الكافر بالآلهة!)
- (ولو لن ما شئتن! ادعين آلهتكن، وسنرى هل تهرع لمعونتكن!! أبداً لن تهربن من يدي إيجبتوس أبدا! إنه كالهواء مدرككن أنى وُجهتن! فولولن واصخبن! وأعولن وابكين تعاستكن!)
- (ثم ماذا؟ زدنا من وقاحتك يا ابن النيل! بذاء! أيها المسخ! يا ربيب التماسيح! ليتها