ومجتمعاتها حتى فاتحة القرن الخامس الهجري. ولم يصلنا هذا الأثر الضخم الذي يلقي بلا ريب أعظم الضياء على تاريخ الدولة الفاطمية في عصرها الأول، ولكن الشذور التي وصلتنا منه على يد المقريزي وغيره من المؤرخين المتأخرين، تنوه بقيمة هذا الأثر ونفاسته؛ وكتب المسبحي كتباً أخرى في التاريخ والأدب والفلك ولكنا لم نتلق شيئاً منها
ومنهم، القضاعي الفقيه والمحدث والمؤرخ؛ وهو أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي؛ ولد بمصر في أواخر القرن الرابع، وتوفي بها سنة ٤٥٤هـ: كان من أقطاب الحديث والفقه الشافعي؛ وتولى القضاء وغيره من مهام الدولة في عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي، وأوفده المستنصر سفيراً إلى تيودورا إمبراطورة قسطنطينية سنة ٤٤٧هـ (١٠٥٥م) ليحاول عقد الصلح بينها وبين مصر، وكتب عدة مصنفات في الحديث والفقه والتاريخ منها (الشهاب) و (مسند الصحاب) وهما في الحديث وكتاب (مناقب الإمام الشافعي)، و (أنباء الأنبياء وتواريخ الخلفاء)، و (عيون المعارف) وهما مختصران في التاريخ، وكتاب (المختار في ذكر الخطط والآثار) وهو تاريخ مصر والقاهرة حتى عصره
ومنهم الحوفي النحوي اللغوي، وهو أبو الحسن علي بن إبراهيم ابن سعيد كان من أئمة اللغة في عصره، واشتغل أعواماً طويلة بالتدريس في مصر والقاهرة، وألف كتباً كثيرة في النحو والأدب منها كتاب (إعراب القرآن) وكانت وفاته سنة ٤٣٠هـ
ومنهم أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري، وقد كان من كبار المحدثين والمقرئين، واشتهر حيناً بتدريس علم القراءات وتوفي سنة ٤٤٥هـ
ومنهم ابن بايشاذ النحوي الشهير، وهو أبو الحسن طاهر ابن أحمد المصري المعروف بابن بايشاذ، كان إمام عصره في اللغة والنحو، وألف فيهما عدة تصانيف ضخمة، واشتغل حيناً بديوان الإنشاء في عهد المستنصر بالله، وتوفي سنة ٤٦٩هـ
ومنهم أبو عبد الله محمد بن بركات النحوي، تلميذ القضاعي، كان أيضاً من أئمة اللغة والنحو، وتوفي سنة ٥٢٠هـ
ومنهم الفقيه العلامة الحسن بن الخطير الفارسي، كان من أقطاب الفقه الحنفي والتفسير، وكان أيضاً عارفاً بالرياضة والطب وعلوم اللغة والتاريخ، وله عدة مصنفات في التفسير والفقه، واشتغل زمناً طويلاً بالتدريس بالأزهر، وتوفي سنة ٥٩٨هـ