بالنسبة إلى الحامل)، ومن الذين ألفوا فيه أبو سهل الكوهي، وابن هيثم، وبنو موسى
وكذلك للعرب فضل في علم السوائل، فلأبي الريحاني البيروني في كتابة الآثار الباقية شروح وتطبيقات لبعض الظواهر التي تتعلق بضغط السوائل وتوازنها، ووضعوا في هذا كله مؤلفات قيمة. وقد استنبطوا طرقاً واخترعوا آلات تمكنوا بواسطتها من حساب الوزن النوعي وكان لهم فيه ميل خاص، وقد يكون ذلك آتياً من رغبتهم الشديدة في معرفة الوزن النوعي للأحجار الكريمة وبعض المعادن، وهم أول من عمل فيه الجداول الدقيقة فقد حسبوا كثافة الرصاص مثلا فوجدوها ١١ , ٣٣ بينما هي ١١ , ٣٥ والفرق بين المقدرين ضئيل
وفي كتاب عيون المسائل من أعيان المسائل لعبد القادر الطبري جداول فيها الأثقال النوعية للذهب والزئبق والرصاص والفضة والنحاس، والصفر، والحديد، ولبن البقر، والجبن والزيت، والياقوت، والياقوت الأحمر، والزمرد واللازورد والعقيق، والماء والبلخش والزجاج؛ واستطاعوا أن يحسبوا أثقال هذه المواد النوعية بدقة أثارت إعجاب العلماء. وعمل البيروني تجربة لحساب الوزن النوعي، واستعمل لذلك وعاء مصبه متجه إلى أسفل، ومن وزن الجسم بالهواء وبالماء تمكن من معرفة المقدار المزاح، ومن هذا الأخير ووزن الجسم بالهواء حسب الوزن النوعي. وقد وجد الوزن النوعي لثمانية عشر عنصراً ومركباً من الأحجار الكريمة والمعادن، ويعترف سارطون بدقة تجارب البيروني في ذلك
واخترع الخازن آلة لمعرفة الوزن النوعي لأي سائل، واستعمل بعض علماء العرب قانون أرخميدس في معرفة مقدار الذهب والفضة في سبيكة ممزوجة منهما من غير حلها. وعلى كل حال فالذين كتبوا في الوزن النوعي كثيرون، منهم سند بن علي والرازي وابن سينا والخيام والخازن وغيرهم، وكانت كتاباتهم مبنية على التجربة والاختبار، واستعمل البعض موازين خاصة يستعينون بها في إيجاد الكثافة، فقد استعمل الرازي ميزاناً سماه الميزان الطبيعي وله في ذلك كتاب محنة الذهب والفضة والميزان الطبيعي. وللخازن كتاب ميزان الحكمة كتبه سنة ١١٣٧م وفيه وصف دقيق مفصل للموازين التي كان يستعملها العرب في تجاربهم، وفيه أيضا وصف لميزان غريب التركيب لوزن الأجسام بالهواء والماء، ونجد