فيه جداول الأوزان النوعية لكثير من المعادن والسوائل والأجسام الصلبة التي تذوب في الماء وهذه الجداول دقيقة جداً ومستخرجة بطرق متنوعة. ويقول سارطون إن ابن سينا والخيام أوجدا طرقا عديدة لإيجاد الوزن النوعي. وكتاب ميزان الحكمة المذكور من الكتب الرئيسية المعتبرة جدا في علم الطبيعة إذ هو أكثر الكتب استيفاء لبحوث الميكانيكا، وقد يكون الكتاب الوحيد الذي ظهر من نوعه في القرون الوسطى. واعترف بلتن في خطاب ألقاه في أكاديمية العلوم الأمريكية بأهمية هذا الكتاب. ومن هذا الكتاب يستدل على أنه كان لدى الخازن آلات مخصوصة لحساب الأوزان النوعية ولقياس حرارة السوائل. ووفي الكتاب نفسه بحث في الجاذبية وبأن هناك علاقة بين سرعة الجسم الساقط والبعد الذي يقطعه والزمن الذي يستغرقه، وبأن قوى التثاقل تتجه دائماً إلى مركز الأرض
ولم ينفرد الخازن ببحوثه في الجاذبية، فقد بحث غيره من قبله ومن بعده من علماء العرب فيها وفي الأجسام الساقطة، ووضعوا قوانين لذلك، وقد كنا وفّينا هذا الموضوع بعض حقه في مقال لنا في (الرسالة عدد ٧٢ عنوانه (الممهدون للاكتشاف والاختراع)، ولا نرى الآن ضرورة لإعادة ما كتبناه في هذا الموضوع. ويحتوي الكتاب المذكور على بحث في الضغط الجوي وبذلك يكون العرب قد سبقوا اتورشيللي في هذا البحث. ويحتوي أيضاً على المبدأ القائل إن الهواء كالماء يحدث ضغطاً من أسفل إلى أعلى على أي جسم مغمور فيه، ومن هذا استنتج أن وزن الجسم في الهواء ينقص عن وزنه الحقيقي وكل هذه المبادئ والحقائق هي كما لا يخفى الأسس التي عليها بني (فيما بعد) بعض الاختراعات كالبارومتر ومفرغات الهواء
وللعرب بحوث في الروافع وقد أجادوا في ذلك كثيراً؛ وكان لديهم عدد غير قليل من آلات الرفع وكلها مبنية على قواعد ميكانيكية تمكنهم من جر الأثقال بقوى يسيرة، فمن هذه الآلات التي استعملوها المحيطة والمخل والبيرم وآلة الكثيرة الرفع والأسفين واللولب والأسقاطولي وغيرها، وقد يطول المطال إذا أردنا أن نبين ماهية كل منها، ويمكن لمن يريد الوقوف على ذلك أن يرجع إلى كتاب مفاتيح العلوم للخوارزمي ففيه بعض التفصيل. ومن الطريف أن العرب عند بحثهم في خواص النسبة أشاروا إلى أن عمل القبان هو من عجائب النسبة، فقد جاء أن: - (من عجائب خاصية النسبة ما يظهر في الأبعاد والأثقال