ولمحت صديقنا الدكتور م. فقلت أسلم عليه، وكان حوله سرب من الناعمات اللينات، المسترسلات الأعطاف، المستغنيات بالجمال عن الزينة، المُبَتّلاتِ الحسن على الأعضاء فلا ترى لشيء في أجسامهن الحلوة أوفر من حظه أو أقل. فدنوت من إحداهن - وكانت طويلة العنق مسمورة لا رخوة ولا مترهلة - وقلت لها:(ماذا يقول لكن دكتورنا الساحر؟. هل لك في رهاني؟.)
قالت:(على أي شيء؟)
قلت:(على أن عينه زائغة وأنه يريد أن يتزوجكن جملة وإن كنتن سبعاً؟)
فضحكت وقالت:(صدقت)
قلت:(هاتي إذاً، وليعوضك الله خيراً. . واحذري أن تراهنيني مرة أخرى)
قالت:(ولكني لم أفعل)
قلت:(بلى. . هاتي!. ما هذه المماطلة؟. إنه خلق لا يليق بمثل هذا الجمال المشرق)
قالت:(أما إن هذا لغريب. . والله ما راهنتك)
قلت:(لا فائدة. . تفضلي معي إلى هذا الترام واركبيه بجانبي، فإن ركوبه موصوف لإبراء الذمة)
فضحكت وسألتني:(ولكن من أنت. .)
قلت:(أنا صاحب الدكتور الذي يريد أن يتزوجك على كل هذه الضرائر. . . تعالي واكسبي صداقتي لتفوزي به وحدك)
ولمحني الدكتور وأنا أمضي بها فصاح:(اللص. . اللص. . أدركوه. خطف البنت. . الحقونا يا ناس)
وخفت أن يصدق بعض البلهاء فأقع في مأزق، فجعلت أصيح مثله:(اللص. . . . أدركوه. . . . خطف البنية. . . . اجروا وراءه)
وانحدرنا إلى الملعب ونحن نكاد نسقط على الأرض من كثرة الضحك. وقبل أن يبدأ اللعب وتدور السيارات تآمرت مع زميلتي على الدكتور واتفقنا أن نركبه سيارة وأن نوسعه بعد ذلك صدماً وخبطاً، فإنا نعرفه يخاف الرجات ويشفق من عواقبها - لا ندري لماذا - وقد كان. حاولنا إقناعه بالحسنى أولاً فلم يقتنع، فلم يبق إلا أن نحمله قسراً على الركوب،