للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تابعهم بالغزو. . . وبالغزوات

ولكي لا يقول الرسول هكذا: تذهب الكثرة من المؤرخين إلى أنهم - أي الصحابة - فكروا وفكر محمد (ص) على رأيهم في الانتقام من قريش لأنفسهم ومبادأتهم بالعداوة والحرب

ولكي لا يقولوه الطعن والشتم والسباب، بقولهم: طعن آلهة قريش، شتمها، سبها، ولكي، ولكي

إن الرسول لم يكن منتقما، وقد حذر الانتقام، ولم يكن سباباً، والحديث الصحيح والقرآن الحكيم ينفيان عنه حب الانتقام والشتم والسباب؛ فمن أي مصدر قرآني، أو حديث صحيح وضعوا في صدر الرسول الانتقام وفي فمه السباب؟؟. . .

إن الرسول فكر في الانتصاف من أعداء الله وأعدائه. فكر في حرية التبشير، فكر في تعليمهم الحق، وعلم بما فكر. فلما لم يذعنوا بالحسنى بعد ثلاثة عشر عاما أذن له في القتال الانتصافي، ولم يسب آلهة قريش، بل عابها. لم يسبها لأن حديثه مشهور: لا تكن سبابا

(ليس المسلم بالسباب ولا بالطعان ولا باللعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء)

(إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً)

للأسباب المتقدمة التي صهرناها صهراً ننادي الأزهر بيت العلم المحمدي الأول، ونقول: إن واجب رسالته الواجب. الواجب كتابة سيرة للرسول تتفق والقرآن الحكيم؛ وعقلية الرسول البريئة وأعماله الحقة. وقلنا على طلاب الأزهر أن يثقفوا ثقافة جامعة شاملة، لكي لا يرموا قلب الحق بما رماه به كاتب مشهور تعلم في الأزهر، واتصل بالشيخ محمد عبده اتصالاً وثيقاً، وكان من المؤمنين برسالة الرسول ونبوة الرسول!

لكي لا يرموا قلب الحق وإن تعريباً وإن نقلا بقولهم في تأبين من اشتهر بالبخل وحب المال اشتهاره بالذكاء والدهاء

لكي لا يرموا قلب الحق بقولهم

(في مثل هذا اليوم منذ مائة سنة مات الرجل العظيم. مات الرجل الخالد. مات فولتر. ما مات فولتر حتى احدودب ظهره تحت أثقال السنين الطوال وأثقال جلائل الأعمال وأثقال الأمانة العظيمة التي عرضت على السموات والأرض فأبين أن يحملنها فحملها وحده، ألا وهي تهذيب السريرة الإنسانية فهذبها فاستنارت فاستقام أمرها. .)

<<  <  ج:
ص:  >  >>