وفولتر هذا الذي هذب السريرة الإنسانية فاستقام أمرها، فولتر هذا الذي عظمه مسلم مؤمن وسكب عظمته في صدر كل عربي مسلم. فولتر هذا هو كاتب القصة التمثيلية بعنوان (محمد) ولقد أهداها إلى البابا بنوا الرابع عشر بهذه العبارات (فلتستغفر قداستك لعبد خاضع من أشد الناس إعجاباً بالفضيلة إذا تجرأ فقدم إلى رئيس الديانة الحقيقية ما كتبه ضد مؤسس ديانة كاذبة بربرية. وإلى مَنْ غير وكيل رب السلام، والحقيقة أستطيع أن توجه بنقدي فسق نبي كاذب وأغلاطه؟ فلتأذن لي قداستك في أن أضع قدميك الكتاب ومؤلفه وأن أجرؤ على سؤالك الحماية والبركة وإني مع الإجلال العميق أجثو وأقبل قدميك القديستين
في ١٧ أغسطس سنة ١٧٤٥
(فولتر)
ترى لو كان المعرب الذي استعار بلاغة القرآن تثقف الثقافة الحقة الجامعة الشاملة وفهم نفسية من كتب عنه وأعماله وأقواله
ترى لو كان مثقفاً ثقافة صحيحة أكان يقول عن فولتر قوله سواء أكان يقول إن فولتر هذب السريرة البشرية فاستنارات فاستقام أمرها، وإن أمانة هذا التهذيب عرضت على السموات والأرض فأبين أن يحملنها وحده؟ ويكون تهذيبه للبشر بهذا الشكل الفاسق غفر الله لمن عرب ولمن ثقف هذه الثقافة
إذن لتكن رسالة الأزهر تعليم اللغات الحية ولتكن رسالته الثقافة الجامعة الشاملة ليطلع طلابه على أهم المسائل فيظهروا الحق حقاً والباطل باطلاً
لتكن رسالة الثقافة الشاملة، فلا يصاب طلاب الحق بأمثال من ذكرت، وبأمثال عالم كتب حياة محمد (ص) وعندما شاء أن يصور كيف خشيت قريش البعث ورعبت من جهنم قال: (أما الجنة التي أعدت للمتقين، وجهنم التي أعدت للظالمين. أما ذلك كله فلم يكن يدور بخاطرها، وذلك كله قد سمعوا به في دين اليهود، وفي دين النصارى). وقال في صفحة ثانية:(والموسوية والعيسوية تصفان حياة الخلد ورضا الله)
لا أعلم أين قرأ المؤلف وصف الخلد، ووصف الجنة وجهنم في الدين الموسوي!
لا جنة ولا جهنم أيها المؤلف الفاضل في الدين الموسوي ولم يرد وصفهما لموسى. إن