للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التوراة اكتفت بقولها: (إن الله له منتقم يفتقد ذنوب الآباء في البنين إلى الجيل الرابع، ومن ثمة يفتقد خطايا الخاطئ وذنوبه بجسمه ونسله وأنعامه ومواشيه فحسب)

مثل هذا القصور في الثقافة لا يليق بمن يكتب حياة أعظم من سار على قدمين من بني البشر - حياة الرسول - لذا ترى أن أول واجبات رسالة الأزهر توسيع دائرة المعارف وتثقيف الطلاب ثقافة جامعة شاملة قبل أن يكتبوا عن الرسول وقبل أن يحللوا الحكمة السامية التي تجسدت في شخص محمد، والأدب الرفيع الذي جلل أقواله وأعماله

جهلت قومه عليه فاغضى ... وأخو الحلم دأبه الأغضاء

وقلنا بالتخصص ليخرج من طلابه نوابغ في أي فرع من فروع العلوم، فإذا تخصصوا ونبغوا حق لهم أن يفسروا القرآن الحكيم لأنهم يومئذ، ويومئذ فقط، يفهمون الآيات الطبية والتشريعية العالمية الدولية والنفسية البشرية، وعلوم الفلك والطبيعيات وو. . . . إن في القرآن مجموعة العلوم البشرية فأنى لغير مجمع كبير علمي أخصائي في أي العلوم يفهمه ويفسره؟ فإذا تخصصت كل فئة لفرع أجادت فهم القرآن وأجادت تفسيره

(ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر)

هذه الأطوار الستة وردت في القرآن الحكيم منذ أربعة عشر قرناً أثبتتها الاكتشافات الحديثة أمس (واتخذها الفلاسفة الطبيعيون حجة على أطوار خلق الجنين توافق الأطوار التي نشأت فيها أصول الحيوانات في الأزمنة العريقة في القدم قبل خلق الإنسان بادهار طويلة، وذلك لأن الإنسان يكون في الطور الأول من إنشائه نطفة أشبه بالحيوانات السافلة المساماة بذوات الجوف، ثم يستحيل إلى علقة فيصير أشبه بالسمك، ثم ينسلخ مضغة فيكون شبيهاً بالحيوانات المائية البرية ذوات العمرين، وبعد ذلك يتحول إلى مشابهة أدنى مراتب الحيوانات اللبون وهو حينئذ في بدء الطور الذي ينمو فيه خلقاً سوياً متميزا بخصائصه النوعية)

أنى لغير الطبيب الحكيم أن يفهم عظمة القرآن وعلوم القرآن إذا مرت أمامه الآية الطبية تلك وأمثالها وأنى له أن يفسرها؟

وأنى لغير المشترع أن يعلن بسرعة أن أعظم لجنة ألفتها جمعية الأمم في القرن العشرين

<<  <  ج:
ص:  >  >>