شهد هذه الرواية في الليلة الأولى لتمثيلها بعض أعضاء فرقة (دبلن جيت) الأيرلندية؛ وقد أبدى مخرج الفرقة المستر هيلتن ادواردز وممثلها الأول المستر ميكائيل ماك ليمور إعجابهم بتمثيل السيدة زينب صدقي وحسين رياض وزكي رستم، كما أبديا بعض الملاحظات على الإخراج. وسننشر حديثهما كاملاً في العدد القادم
يوسف
في السينما
العصر الحديث
فيلم شارلي شابلن الجديد
أما إن شارلي شابلن عبقري وفيلسوف فهذا ما لاشك فيه، وأما إن فلمه الجديد (العصر الحديث) عظيم فمسألة فيها نظر
فنحن إذا نظرنا إليه على أنه عمل رجل عبقري لا تنطبق عليه القواعد المألوفة والمقاييس المعروفة وجدنا عملاً عظيما حقا يحس الإنسان أثناء عرضه بسرور ولذة، ويستمتع بأفكار شارلي وطريقته الفكهة في عرض هذه الأفكار، ولكننا إذا حاولنا تطبيق المقاييس الفنية الدقيقة نجده لا يسمو على غيره من الأفلام التي تعرض بين حين وآخر، بل ربما تنقصه بعض العوامل الفنية التي تتوفر في تلك الأفلام
والفكرة الرئيسية التي يقوم عليها الفلم جليلة، فهو ينقد العصر الحديث، ويسخر من سيطرة الآلات على الإنسان ويبين أنها لا تسعد الإنسانية، بل تستعبد البشرية؛ وقد أفلح شارلي في مزج الفلسفة بالقصة. ولكن الفلم طويل في غير حاجة إلى الطول، وإن الناقد ليحس أن هناك فصولاً جيء بها لتسد فراغ الوقت حتى لا ينتهي العرض في زمن قصير
بدأ شارلي فلمه بمنظر قطيع من الغنم يسير إلى الحقول، وأعقبه بمنظر العمال يتدافعون إلى المصنع، وكأنه يرمي بهذا إلى أن العمال قطيع من الغنم يقودهم الرأسماليون
ويظهر لنا شارلي تلك الشخصية الإنسانية، أو قل الرمزية التي تعيش بأسلوبها الخاص في مشيتها وملابسها وقبعتها وعصاها، هذه الأشياء التي أصبحت جزءاً متماً للشخصية -