قشورا لا غناء فيها. . . أو فيها غناء قليل:(ما ثقافتنا هذه؟ ماذا عرفنا من النفس الإنسانية؟ ماذا كشفنا من سر هذه الحياة؟)
والعجيب أن فرويد ما يزال مؤمناً بالإنسانية إلى حد كبير، وهو يتشوف لها عن مستقبل باهر برغم تلك المجازر التي تلطخ وجه الأرض بالدماء من أجل أطماع وضيعة. وهو يقول إن الحرب ستعجل بهذا المستقبل الجميل، لأنها وحدها ستثير الكراهية في نفوس الناس منها فيمقتونها إلى الأبد، ويعدونها كلما فكروا فيها نكسة منهم إلى الوحشية
ولقد عاش فرويد مخلصاً لأبحاثه إخلاصاً مدهشاً، فكان يكب عليها إكباباً يذيب الصبر الجميل، وكان يمقت كل من يصرفه عنها إلى غيرها، وكان كثيراً ما يتمثل بما كان يقوله أناطول فرانس إذا حدثه أحد بهراء لا شأن لأبحاثه به:
' ?)
ولعل أحسن مكافأة لهذا الرجال العالم أن تجتمع لجنة لتكريمه مؤلفة من بعض خصومه بالأمس، وأشد المعجبين والمتأثرين به اليوم، نذكر منهم الكاتب العالمي الأشهر هـ. ج. ولز، ورومان رولان، وستيفن زديج، وجول رومان، وتوماس مان. . وغيرهم وغيرهم. . . ولا ندري هل تشترك كل من روسيا وأمريكا في تكريمه؟ فهو معجب بروسيا وقد تأثر إلى حد كبير بتحليلات دستويفسكي وإضرابه. أما أمريكا فما نحسبها تشترك في هذا التكريم، فهو قد هجا مدنيتها كثيراً، ولم يفته أن يلذعها في كلمته الأخيرة من طرف خفي
ويقال إن لجنة تكريمه ستقترح على لجنة جائزة نوبل أن تمنحه جائزتها عن هذا العام لمناسبة بلوغه الثمانين. ونحن نشك في أن تستجيب لجنة نوبل لهذا الرجاء، فقد عرف أعضاؤها بكراهية فرويد، وهذا هو محل الدهشة
دريني
المعجم اللغوي الوسيط
اجتمعت بمكتب صاحب السعادة وزير المعارف لجنة المعجم اللغوي الوسيط للمرة الأولى وقد رحب بالأعضاء سعادة الوزير وألقى فيهم الكلمة الآتية: -
أحييكم أطيب تحية، وأشكر لكم تلبية دعوتي للاشتراك في عمل المعجم اللغوي الوسيط،