المشاكل الداخلية والمالية إلى إهمال المذكرة وعدم إعطائها الأهمية التي تستحقها. وفي ذات يوم اطلع عليها مسيو بريان، وبعد أن قرأها السياسي الكبير، أبدى رأيه فيها قائلاً: إنها عظيمة الأهمية
فقال رئيس الوزراء: إنها (لمصيدة)
فرد مسيو بريان: إن الثعلب الماهر يأخذ اللحمة ويترك المصيدة
ولما عاد مسيو بريان في أبريل من العام نفسه إلى الـ (كي دورسي) أعطى المذكرة أهميتها وأخذ يتحادث مع بريطانيا بشأنها. ولما تمت هذه المحادثات التمهيدية، قدم السفير الفرنسي في برلين في ١٦ يونيه إلى الهر ستريزمان جواب فرنسا وحلفائها، وكان جواباً إيجابياً. ثم شرع الفنيون في درس الموضوع ووضع المبادئ العامة. . .
وفي لوكارنو - وهي مدينة سويسرية صغيرة واقعة على بحيرة ليمان - تقابل بريان وستريزمان واستين شمبرلين؛ وأخذوا يدرسون دقائق المعاهدة، ووصلوا إلى الاتفاق الأخير في ١٦ أكتوبر سنة ١٩٢٥، ووافقت فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وإيطاليا عليها
وتفيد لوكارنو الدول الثلاث الأولى مباشرة، أما بريطانيا وإيطاليا فضامنتان فيها
وتتألف معاهدة لوكارنو من خمس مواد:
ففي المادة الأولى تعترف الدول الموقعة على المعاهدة بالحدود التي وضعتها معاهدة فرساي، بين ألمانيا وبلجيكا من جهة، وبين ألمانيا وفرنسا من جهة ثانية. وتعترف هذه الدول أيضاً بمحتويات المادتين ٤٢ و٤٣ من معاهدة فرساي، أي الإقليم غير المسلح: أراضي الرين
وفي المادة الثانية تتعهد ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا بعدم الالتجاء إلى الحرب لحل أي خلاف. على أن هذا التعهد لا يعمل به في الأحوال الآتية:
(١) في حالة (الدفاع عن النفس) - أي عند مخالفة المادة ٤٢ أو ٤٣ من معاهدة فرساي (مخالفة ظاهرة) - غير محرض عليها؛ ولسبب تجمع قوى حربية في الإقليم غير المسلح، والعمل الفوري ضروري في هذه الحالات
(٢) عند القيام بعمل ناجم من المادة ١٦ من صك العصبة
(٣) عند القيام بعمل حسب قرار العصبة أو حسب المادة ١٥ بند ٧ من صكها